تقرير: محمد عبيد الله
أنقرة (زمان التركية) – ساق رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات التركي سابقاً محمد أيمور، ادعاءً خطيرًا، حيث قال إن عادل أوكسوز، الذي تزعم الحكومة أنه “الرقم الأول” الذي يقف وراء الانقلاب الفاشل في 2016، قد يكون عميلاً للمخابرات.
وأعرب أيمور، خلال مشاركته في برنامج على قناة “خلق تي في”، عن اعتقاده الجازم بأن عادل أوكسوز لم يتمكن من مغادرة تركيا، مستشهدًا على ادعائه بأنه لو كان في الخارج لظهر وأدلى بتصريحات لردّ الاتهامات الموجهة إليه، مفيدًا بأنه من المحتمل أنه قد مات أو قتل في الداخل التركي.
وأوضح أيمور أن اختفاء أوكسوز ملفت للانتباه رغم أنه الشخصية المحورية في أحداث انقلاب 2016 الفاشل، وأضاف: “لا نعرف ما إن كان على قد الحياة أم لا، لكن من المؤكد أنه ليس في خارج تركيا، إذ لو كان في الخارج لتحدث. أي من المحتمل أنه ليس على قيد الحياة”.
وأكد أيمور أن هروب أوكسوز من قبضة السلطات القضائية رغم احتجازها إياه عقب الانقلاب الفاشل ليس أمرًا طبيعيًّا، مشيرًا إلى أنه توجد ادعاءات حول كونه عميلًا بالمخابرات، وتابع قائلا: “لا أرى اختفاء أوكسوز عن الأنظار فجأة أمرًا طبيعيًّا. لقد ظهرت عديد من المعلومات.. فمثلاً هناك شخصية تُدعى دنيز بايراق يزعم أنه من أفراد المخابرت، ويدعي أن أوكسوز أيضًا عميل للمخابرات، وأنه تم استغلاله”.
تأتي هذه التصريحات الصادمة من مسؤول استخباراتي شغل منصب رئيس شعبة مكافحة الإرهاب في جهاز المخابرات بعدما قال في وقت سابق: “محاولة الانقلاب الفاشلة من عمل وتنفيذ المخابرات. ومع أن الحكومة تتهم فتح الله كولن بالوقوف وراءها، إلا أنها عمل استخباراتي يفوق كثيرًا جدًا قدرات حركة الخدمة”.
وكان محمد أيمور خاض الأسبوع الماضي في نقاش حاد مع زعيم حزب الوطن دوغو برينجك، الذي تدل كثير من الوثائق المتكشفة خلال ثلاث سنوات بعد الانقلاب الفاشل أن فريقه (أرجنكون / الدولة العميقة) المتحالف مع أردوغان من دبر هذا الانقلاب لتأسيس نظام جديد موالٍ للمعسكر الأوراسي في تركيا، حيث أكد في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة الإيرانية طهران قائلاً: “إننا نجحنا في تصفية 30 ألف ضابط كانوا موالين للناتو بعد حملة الفصل والاعتقال”، التي أجريت بحجة الانتماء إلى حركة الخدمة في الجيش وسائر أجهزة الدولة والقطاع الخاص.
واتهم أيمور برينجك خلال نقاشه معه بأنه الاسم الذي يقف وراء عملية اغتيال هرم عباس، الذي أصبح أول شخصية مدنية تشغل منصب نائب رئيس المخابرات في تاريخ تركيا، أثناء ذهابه لعمله في 26 سبتمبر 1990، في حين أن برينجك اتهمه بالعمالة للولايات المتحدة.
ومن الجدير بالذكر أن هرم عباس كان يقود مشروع “إضفاء الطابع المدني على المخابرات التركية” بأمر من رئيس وزراء تلك الفترة طرغوت أوزال الذي يوصف بأنه ـ”باني تركيا الحديثة”.
حادثة اغتيال هرم عباس أصبحت موضوعًا للمسلسل التركي الشهير “وادي الذئاب” في مشهد يتعرض رئيس شعبة استخباراتية لقبه في المسلسل “أسلان آكبك”، واسمه الحقيقي في المسلسل “عباس أوسطا أوغلو” لعملية اغتيال على يد رجال شخصية غامضة من رجال “الدولة العميقة” تدعى “بالا” في المسلسل وتضع على عينيها دائمًا نظارة سوداء.
وكان هرم عباس يتهم برينجك بـ”العمالة لدولة أجنبية” قبل اغتياله، في حين وصفه محمد أيمور بـ(fabricator)، أي المحترف في اختلاق أخبار وأحداثٍ من أجل إثارة البلبلة والفوضى في البلاد؛ ويشرح مهمته قائلاً: “تنفيذ عمليات التصفية باستخدام طرقٍ وأساليبَ شتى ضد العناصر المستهدَفة التي تشكّل عائقاً أمام تحقُّق مصالح الدولة الأجنبية التي تعمل لصالحها، والسعي للحيلولة دون تطورِ وتقدُّم تركيا، ومنعها من اتباع سياسة وطنية مستقلة بعيداً عن مصالح تلك الدولة الأجنبية، وذلك من خلال تنظيم أنشطةٍ وفعاليات تقود البلاد إلى حالة عدم الاستقرار المتواصلة”.