بقلم: هيثم السحماوي
القاهرة (زمان التركية) – إذا ما ألقينا نظرة موضوعية على دور المجتمع الدولي تجاه القضية الفلسطينية منذ بداية الاحتلال الاسرائيلي لوجدنا التجاهل من قبل بعض الدول، والاكتفاء بالتنديد والإدانة للاحتلال الإسرائيلي من قبل البعض الآخر، وأخرون تبنوا الدفاع عن هذا الاحتلال ضد مصلحة وحق الشعب الفلسطيني، وفي الوقت ذاته يريدون أن يظهروا بمظهر المدافعين عن حقوق الإنسان والمنددين بالاحتلال، وفي وسط هذه المواقف من مختلف الدول يأتي موقف الدولة المصرية الواضح والريادي والمشرف والتاريخي أيضا تجاه قضية فلسطين منذ احتلالها إلى يومنا هذا.
وهذا التوصيف لموقف مصر توصيف حقيقي وموضوعي لدور مصر في دعم القضية الفلسطينية، فالمتتبع لدورها والمحلل له يجد أنها هي السند الحقيقي والداعم الأول للقضية الفلسطينية، فهي لم تكتف بإدانتها للاحتلال وإنما دافعت عن حق الشعب الفلسطيني في أرضه بالشهداء، والمال.
لقد تميز أيضا موقف مصر عن غيره من مواقف العديد من الدول أن هذا الدعم والمساندة من الحكومة المصرية والشعب المصري، استمر منذ بدء الاحتلال وحتى الآن .
وكانت إحدى الحلقات في الأدوار التاريخية لمصر في نصرة شعب فلسطين، هذا الدور المشرف الذي ظهر إثر الاعتداء الأخير الذي وقع في مدينة القدس، فبفضل القيادة المصرية ممثلة في سيادة الرئيس الفاضل عبد الفتاح السيسي والمخابرات العامة المصرية كان قرار وقف إطلاق النار.
وهو الدور الذي أثنى عليه معظم قادة الدول منهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، ورئيس دولة فلسطين محمود عباس، الذي عبر عن تقديره العالي وشكره للموقف الوطني والقومي الذي أعلنه رئيس جمهورية مصر العربية عبد الفتاح السيسي. الذي لم يتمثل في هذا وفقط وإنما بل شمل عدة قرارات ومساعدات أخرى للشعب الفلسطيني منها:
قرار السيد الرئيس الفاضل عبد الفتاح السيسي بتخصيص 500 مليون دولار لإعادة إعمار غزة.
ومشاركة الشركات المصرية المتخصصة في عملية إعادة الإعمار. إضافة إلى المساعدات الأخرى التي قدمتها الدولة المصرية في مجال الرعاية الصحية للشعب الفلسطيني.
وتم فتح معبر رفح لاستقبال المصابين من قطاع غزة، لتثبت مصر للجميع أنها كانت وستظل الدولة الأولى الرائدة والحقيقية في دعم القضية الفلسطينية بالأفعال وليس بالأقوال المجردة.
وتعطي نموذجا لما ينبغي أن يكون عليه موقف المجتمع الدولي الحقيقي تجاه نصرة هذا الشعب الذي تقع أرضه تحت الاحتلال، والمحتل مستمر في تكرار الأفعال الإجرامية ضد أبناء شعبه.
والحل ذكرته في المقال السابق وأكرّره هنا، الحل في يد المجتمع الدولي ورغبته الحقيقة في حل القضية والوقوف بجانب الشعب الفلسطيني تغليبا لقواعد العدل والإنصاف على الاعتبارات السياسية والمصالح.
وسأختم مقالي بكلمات السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي التي تحدث بها سيادته في هذا الصدد نصا كالآتي:
(إذا كنا ننشد حقا تنفيذ القرارات الدولية وتحقيق الأمن والسلام الدائمين في منطقة الشرق الأوسط، فليس أحق بالاهتمام من قضية فلسطين، التي ما زال شعبها يتطلع لأبسط الحقوق الإنسانية وهو العيش في دولته المستقلة جنبا إلى جنب مع باقي دول المنطقة.
لقد استنفذ الوصول لهذا الحق أجيالا، واستنفذ العديد من القرارات إلى حد بات يثقل الضمير الإنساني، ولا سبيل للتخلص من هذا العبء وفتح آفاق السلام والعيش المشترك إلا بتحقيق الطموحات المشروعة للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، لكي يعم السلام والأمن بكل شعوب المنطقة .. فالواجب علي المجتمع الدولي تحقيق السلام الذي طال انتظاره).
دامت الأمة الإنسانية بكل حب وخير
–
فلسطين ، مصر ، عبد الفتاح السيسي ، الرئيس المصري ، مصر وفلسطين