أنقرة (زمان التركية) – كشف رجل الأعمال التركي، حمدي أكين إيبك، أن والدته المسنة البالغة من العمر 75 عاما صنفتها السلطات “إرهابية” من أجل مصادرة أموالها وممتلكاتها.
نشر إيبك الذي صودرت قبل سنوات ممتلكاته بالكامل بشكل قسري، مقطع فيديو عبر تويتر، يحكي فيه عن مأساة أسرته.
حمدي إيبك قال إن من أعلنوا والدته ملك إيباك إرهابية من أجل مصادرة أموالها “ليسوا بشرًا”.
رجل الأعمال التركي المقيم في الخارج قال إن والدته معروف عنها حب مساعدة الناس دون التفرقة بينهم، ومعروف عنها حب الخير، وأن تهمة الإرهاب الموجهة لوالدته ليس عليها أي دليل.
يذكر أن تكين إيبك شقيق رجل الأعمال حمدي إيبك الذي ليس له علاقة بأي جماعات سياسية أو اجتماعية، يقبع في السجن منذ 6 سنوات.
ولم يكن السياسيون والصحفيون والمدافعون عن حقوق الإنسان في تركيا وحدهم ضحايا القمع الممارس في تركيا، بل امتد هذا القمع إلى عالم رجال الأعمال.
رئيس مجلس إدارة شركة “كوزا-ايبك” القابضة التركية حمدي أكين إيباك صودرت جميع ممتلكاته البالغة قيمتها مليارات الدولارات من قبل الحكومة التركية بتهمة صلته بحركة الخدمة.
إيباك تحدث في يناير الماضي عن مأساته هو وعائلته من خلال عدة تدوينات على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وقال إنه لم يكن لديه ولا عائلته أي هدف سياسي يقتضي اعتقالهم والاستيلاء على كل شركاتهم، وأوضح أن شقيقه تكين أتم عامه السادس في السجون التركية، وتم الحكم عليه بـ90 عاما، في حين تم الحكم على والدته البالغة 75 عاما بـ20 عاما، كما أن أقاربه محكوم عليهم أيضا بالسجن.
وتابع إيباك: “لقد ألغوا جوازات سفر أفراد عائلتي الآخرين وأصدروا إشعار توقيف أحمر بحقهم. إنهم باتوا يعيشون في منزلهم كالغرباء بسبب قرار مصادرته. هذا هو العبء الذي أحمله”.
وأكد إيباك أنه هو وعائلته لم يكن لديهم أي هدف سياسي على الإطلاق، مشيرا إلى أنه أكد في العديد من المرات أن هدفهم كان مساعدة الآخرين، ومد يد العون للمحتاجين، من أجل ذلك تم افتتاح أجود وأفضل جامعة في البلاد -جامعة إيباك- لتقديم دراسة جامعية على مستوى المعايير العالمية، والتي تم الاستيلاء عليها.
يذكر أن إيباك أسقط مزاعم الرئيس رجب طيب أردوغان حول الاستيلاء على جميع ممتلكاته بتهمة الإرهاب بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في عام 2016، حيث أوضح أن قرار مصادرة جميع الأصول التابعة لمجموعة كوزا إيبك صدر في عام 2015 وليس في 2016 الذي شهد المحاولة الانقلابية الغاشمة، مؤكدًا أن السلطات التركية لا يمكنها إثبات ارتكابهم جرما واحدا وفقا للقوانين المحلية والدولية، وأضاف قائلا: “الحمد لله، نحن لا ندين لأحد بشيء سوى الله. هذه هي الحقيقة”.
وكان القضاء البريطاني رفض في نوفمبر 2018 طلبًا تقدمت به الحكومة التركية لإعادة أكين إيباك من بريطانيا إلى تركيا على خلفية اتهامه بالمشاركة في تدبير المحاولة الانقلابية، معتبرا أن الإدانات الصادرة ضده سببها سياسي وليس جنائيًّا.
وفي عام 2015 داهمت الشرطة التركية مقر مجموعة إيباك الإعلامية في إسطنبول بعنف شديد للغاية وقطعت البث المباشر لقناة “بوجون” التابعة للمجموعة، لتنفيذ قرار الاستيلاء على كل ممتلكات المجموعة بتهمة الإرهاب والصلة بحركة الخدمة.
وفي 9 يوليو/ تموز الماضي، قامت السلطات التركية بطرد ملك إيباك، والدة رجل الأعمال أكين إيباك، من منزلها الذي ورثته من زوجها علي إيباك، بالرغم من أنها كانت تقيم في هذا المنزل منذ سنوات طويلة، بدعوى الصلة بحركة الخدمة.
وكان صندوق الودائع والمدخرات الذي شكله أردوغان من أجل تحويل ملكية الأموال والأصول المصادرة من رجال أعمال حركة الخدمة وإعادة بيعها وتخصيصها للمقربين منه، فرض حجزًا على أصول وممتلكات مجموعة كوزا إيباك البالغ قيمتها 7 مليارات دولار أمريكي، ووصل الأمر إلى مداهمة قوات الأمن لمنزل والدة أكين إيباك في العاصمة أنقرة، وفرض حجز على أجهزة بما فيها شفاط المطبخ وغسالة الأطباق والفرن.
وكان مجلس التحكيم الدولي أصدر في ديسمبر 2019 قرارا بوقف الدعاوى القضائية القائمة في تركيا ضد مجموعة كوزو – إيبك الإعلامية، وعائلة إيبك، ولم تقدم السلطات التركية أية طعون على هذا القرار، وذلك بعدما رفعت الشركة دعوى تعويضات ضد السلطات التركية لدى المجلس طالبت خلالها بتعويضات بقيمة 6 مليارات دولار، ليقضي المجلس بإيقاف الدعاوى القضائية القائمة ضد المجموعة داخل تركيا.
–
كوزا-ايبك، حمدي تكين إيباك، تركيا، مصادرة ، عجوز