بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية) – من أسلم الامور في زمننا الآن الا ينطق الإنسان تعليقا على شىء مما يسمع أو يصادف سوى بذكر الله – سبحانه تعالى – والصمت . وله بعد ذلك أن يضحك في باله وأن يقلب كفا على كف كيفما شاء اذا لم يعجبه أمر أو استنكر أمر من الامور . ففي بالك ، أنت حر ولا قيد عليك . وربما كان من أسباب الصحة النفسية أن يضحك المرء ملء شدقيه على ما قد يصادفه من غرائب الأمور التى لا تفسير لها لدى أحد ولا يحكمها منطق أو عقل .
ولا لوم على أحد لا يعرف لهذه الامور تحليلا ولا تقديرا ، فقدرات الإنسان – مهما سمت – محدودة ولا تدرك من أمورنا إلا ما كانت ميسرة لها . وكثير من الامور قد تحتاج إلى وقت طويل أو قصير ، لتظهر في صورتها الحقيقية أو النهائية ، الأمر الذي يجتهد المرء في الانتباه إليه حتى لا يخطأ بتعليق غير مناسب أو تعليق متعجل ولا داعى له في حينه . وكم من مسألة بدت عجيبة غير منتمية الى محيطنا، ثم دارت الأيام دورتها ليظهر العجب القديم منطقيا مفهوما مهضوما . فربما كان العجب في فكرنا وفي طريقتنا وفي معرفتنا وليس فيما صادفنا أو رأينا وقدرنا أنه عجب غريب.
المهم – في كل الأحوال – أن يكون الأمر خيرا ، ولو أن يجانبنا الصواب في الرأى لهو خير من أن نرى من أمرنا شرا . فحدود الامور وآفاق الاحتمالات فيها لا سقف لها أحيانا ، ومن الصعب بمكان القطع بالصالح من الطالح فيها . ولكن من المهم – في كل الأحوال – أن يتجاوز المرء الموقف وأن يكون أكبر منه ، وليدع الحساب لصاحب الحساب . وبذكر الله تطمئن القلوب وتهدا النفوس ، فما دام الله موجودا فنحن آمنون ، وما على المرء سوى العمل بجد واجتهاد – طوال الوقت – وأن يتم ما انكب عليه من عمل على خير وجه . فتمام العمل واخلاص الجهد هما ضمانة الأمن والسلامة في الآجلة وفي العاجلة . وليقترف المقترفون ما شاؤوا ، فلا شىء ينسى ولا يضيع الحق .


















