أنقرة (زمان التركية) – افتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان القصر الرئاسي الرابع في عهده، والذي تبلغ تكلفته 5.5 مليار ليرة، ولكن هذا القصر اقيم خارج حدود تركيا الرسمية.
وشيد القصر الجديد في موقع مبنى رئاسة جمهورية شمال قبرص التركية الذي وصفه أردوغان بـ”العشوائي” خلال زيارته في 2021.
وفي حفل الافتتاح، ألقى أردوغان كلمة أمام الحضور، حيث أكد أن المبنى الجديد، الذي استغرق بناؤه ثلاث سنوات، قد تم تشييده من حجارة قبرص. وتبلغ المساحة الإجمالية للمجمع الرئاسي 640 ألف متر مربع، منها 55 ألف متر مربع مساحة مغلقة، وسيُستخدم كمقر جديد لرئاسة الجمهورية والبرلمان. كما يشمل المجمع حديقة وطنية تبلغ مساحتها 452 ألف متر مربع ومسجدًا يتسع لـ2000 مصلٍّ.
وقد تحول بناء القصر قبل الانتخابات إلى أداة دعائية للحزب الحاكم، مما أثار جدلًا حول ما إذا كانت شمال قبرص مستعمرة تركية، وهو ما دفع المعارضة القبرصية إلى التعبير عن استيائها من تركيا.
خلال كلمته في حفل الافتتاح، أوضح أردوغان أن المجمع الرئاسي الجديد يضم مساحة تبلغ 25 ألفًا و210 متر مربع، ويشمل قصر الرئاسة قاعتي مؤتمرات تتسعان لـ600 شخص، وصالة استقبال تستوعب 400 فرد، و52 مكتبًا عمل، و10 قاعات اجتماعات، بالإضافة إلى مقهى ومطعم وموقف سيارات يتسع لـ109 مركبة.
وتحدث أردوغان عمن وصفهم بـ”من يضعون الحجارة في طريق” ما أسماه “القضية القبرصية”، قائلًا: “هناك من يحسدون جمهورية شمال قبرص التركية على اقتصادها المتنامي، وبنيتها التحتية المتطورة، وازدياد استقرارها، وارتفاع مكانتها في المجتمع الدولي”. ووصف الانتقادات الموجهة للمشاريع الإنشائية بأنها “تخويف للمستثمرين”.
وأضاف: “كسياسي قضى قرابة 50 عامًا في الحياة السياسية، دائمًا ما أقول إن أحزابنا السياسية وأساليب حياتنا وأصولنا قد تختلف، لكن ما يجمعنا هو أهدافنا المشتركة. لا ينبغي لأحد أن ينسى أنه عندما يتعلق الأمر بالقضية القبرصية، فإننا جميعًا نلقبها بجمهورية شمال قبرص التركية”.
تركيا دولة ضامنة
وأكد أردوغان أن تركيا هي “الدولة الضامنة” لشمال قبرص، قائلًا: “طالما استمر الحصار الظالم المفروض على القبارصة الأتراك، وطالما لم يتم التوصل إلى حل عادل ودائم ومستدام يتوافق مع واقع الجزيرة، فإن التعامل مع إدارة قبرص اليونانية في الجنوب أو إجراء تعاملات تجارية معها أو فتح موانئنا أمامها ليس واردًا على الإطلاق”.
أعاد أردوغان التأكيد على دعمه “حل الدولتين”، قائلًا: “إذا كانت هناك مفاوضات جديدة، فلن تكون بين مجتمعين، بل بين دولتين متساويتين في السيادة. نحن نؤمن بأن حل القضية القبرصية يمر عبر هذا الطريق، وسنواصل جهودنا في هذا الاتجاه مع إخوتنا القبارصة الأتراك”.
وتحدث عن “المشاريع الكبرى” التي نفذتها تركيا في شمال قبرص، قائلًا: “لدينا مشاريع مهمة في مجالات الزراعة والطاقة. لقد حللنا مشكلة المياه، التي كانت أهم مشكلة تواجه القبارصة الأتراك. لقد انتهينا من توفير مياه الشرب، والآن نخطو خطوات كبيرة في مجال الري. بفضل حل مشكلة إمدادات المياه، أصبح إخوتنا القبارصة الأتراك في وضع أفضل بكثير من الجانب الآخر من الجزيرة. نحن نولي أهمية كبيرة لضمان أمن إمدادات الطاقة في شمال قبرص وتعزيز بنيتها التحتية. كما وفّرنا المياه، سنحل مشكلة الطاقة دون شك”. كما وعد أردوغان بتوفير “مساكن اجتماعية” لشمال قبرص.
يُشار إلى أن القصر الجديد، الذي يطلق عليه القبارصة اسم “القصر الرابع لأردوغان”، قد حل محل المبنى الرئاسي السابق لجمهورية شمال قبرص التركية، والذي وصفه أردوغان سابقًا بـ”العشوائيات”. ويُمثل هذا المشروع الضخم، الذي كلف مليارات الليرات، رمزًا للوجود التركي في الجزيرة وفقًا للرؤية التي يروج لها الرئيس التركي.