أنقرة (زمان التركية) – وصل التوتر بين نيوديلهي وإسلام آباد إلى ذروته مع قيام الهند بقصف الأراضي الباكستانية في 7 مايو/أيار. وتعد تركيا من بين الدول التي تراقب عن كثب النزاع بين القوتين النوويتين في المنطقة، ودعت كليهما إلى ضبط النفس.
وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية التركية في 7 مايو/أيار: “الهجوم الذي شنه الهند يزيد من خطر نشوب حرب شاملة. ندين مثل هذه الخطوات الاستفزازية والهجمات التي تستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية.”
كما أضاف البيان: “نؤيد دعوة باكستان لإجراء تحقيق في الهجوم الإرهابي الذي وقع في 22 أبريل/نيسان.”
وبهذا، أدانت الخارجية التركية الهند بينما أيدت موقف باكستان الداعي إلى التحقيق في الحادث.
الخلاف حول كشمير
تتهم الهند باكستان بدعم المسلحين الذين نفذوا هجوماً في كشمير في 22 أبريل/نيسان أسفر عن مقتل 26 سائحاً. بينما تنفي باكستان هذه الاتهامات وتزعم أن الهند تستخدم الهجوم كـ”ذريعة” لتحقيق أهداف أخرى.
ويذكر أن كلا البلدين يطالبان بالسيادة على إقليم كشمير المتنازع عليه.
العلاقات بين تركيا وباكستان
أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان اتصالين هاتفيين مع نظيره الباكستاني محمد إسحاق دار بعد الهجوم الذي وقع في 22 أبريل/نيسان. ولم تكشف مصادر الخارجية التركية عن تفاصيل إضافية حول هذه المحادثات سوى مناقشة التطورات الأخيرة بين الهند وباكستان.
تمتد العلاقات بين أنقرة وإسلام آباد إلى حقبة حرب الاستقلال التركية، وتعززت بعد استقلال باكستان عام 1947.
تدعم تركيا باكستان في قضية كشمير، وتحرص على طرح القضية في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
بالمقابل، تعد باكستان من أكبر الداعمين لتركيا في قضية قبرص.
التعاون العسكري بين تركيا وباكستان
شهد التعاون العسكري بين البلدين تطوراً ملحوظاً، حيث: وُقِّع اتفاق التعاون العسكري الإطارية بينهما عام 2001.
تقوم تركيا ببناء سفن حربية (كورفيتات) لباكستان وتدعم تحديث غواصاتها.
توفر تركيا مروحيات ATAK وتساهم في تحديث طائرات F-16 الباكستانية.
وفقاً لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، شكلت صادرات تركيا من الأسلحة إلى باكستان 10% من إجمالي صادراتها العسكرية بين 2020-2024.
علاقات تركيا مع الهند
على الرغم من سعي تركيا لتعزيز علاقاتها مع الهند في إطار سياسة “إعادة التوجه إلى آسيا”، إلا أن دعمها الثابت لباكستان في قضية كشمير يُنظر إليه كعقبة أمام تطوير العلاقات مع نيودلهي.
زار الرئيس أردوغان الهند عام 2017 في خطوة مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية.
يُزعم أن أردوغان تجنب طرح قضية كشمير في اجتماعات الأمم المتحدة عام 2024 لتجنب إثارة حفيظة الهند.
أما فيما يخص وجود أي اتصال دبلوماسي بين تركيا والهند خلال هذه الأزمة، فلا توجد معلومات مؤكدة.
وتبقى تركيا حريصة على توازن دقيق في سياساتها تجاه الهند وباكستان، حيث تؤكد على دعمها لباكستان في القضايا الأمنية والإقليمية.
تسعى في الوقت نفسه إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري مع الهند، وتواصل الدعوة إلى الحلول الدبلوماسية لاحتواء الأزمات في المنطقة.
يبدو أن أنقرة ستواصل لعب دور الوسيط الداعم للاستقرار، مع الحفاظ على تحالفاتها الاستراتيجية في جنوب آسيا.