أنقرة (زمان التركية) – في تطور قد يثير استياء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أبرمت شركة “سينوبك” الصينية النفطية اتفاقيات مع “أرامكو” السعودية قبل أيام من زيارة ترامب المقررة للشرق الأوسط في 13 مايو، مما أثار تساؤلات حول تعميق الشراكة الصينية السعودية في مجال الطاقة.
تحول في موازين القوى العالمية
تشير التحليلات إلى أن تعزيز التعاون بين الرياض وبكين في قطاع الطاقة قد يعيد تشكيل المشهد الجيوسياسي العالمي. فالصين، التي تسعى لتعزيز نفوذها كقوة عظمى، ضاعفت استثماراتها في قطاعي التكرير والبتروكيماويات السعودي، بينما تواصل المملكة توسيع حصتها في الأسواق الآسيوية.
جاءت أحدث خطوة في هذا الإطار بتأسيس شركة “فوجيان سينوبك أرامكو” المشتركة بين العملاقين النفطيين، وذلك بعد توقيع اتفاقية إطارية في 9 أبريل لدعم مشروع توسعة منشأة “ينبع” للبتروكيماويات. ورغم أن المفاوضات بدأت عام 2022، إلا أن توقيت الإعلان قبل زيارة ترامب أثار انتباه المراقبين.
تهديد للزعامة الأمريكية
وحذر الخبراء من أن تعميق التعاون الصيني السعودي قد يهدد الهيمنة الأمريكية العالمية. وأوضح “بالاش جاين” الخبير في “فاكتس جلوبال إنرجي” أن تزايد النفوذ الصيني في المنطقة مقابل تراجع الدور الأمريكي قد تكون له تداعيات استراتيجية بعيدة المدى، خاصة فيما يتعلق بموقع الدولار كعملة احتياطية عالمية إذا ما بدأ استخدام اليوان في تجارة النفط.
من جهته، أشار “ريتشارد برونز” من “إنرجي أسبكتس” إلى أن السعودية تسعى لتنويع شراكاتها مع الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن، خاصة في المجالات الأمنية. كما توقع أن تشهد زيارة ترامب الإعلان عن استثمارات ضخمة قد تصل إلى تريليون دولار.
ملفات ساخنة على طاولة المفاوضات
من المتوقع أن تشمل المباحثات الأمريكية السعودية عدة قضايا حساسة، أبرزها: التوترات الجيوسياسية العالمية، الملف النووي الإيراني، تطورات أسواق النفط، البرنامج النووي السعودي السلمي، استمرار الدور الأمريكي الأمني.
وأكدت الخبيرة “كيت دوريان” أن الولايات المتحدة تظل الضامن الرئيسي لأمن السعودية رغم تنامي العلاقات الصينية السعودية، مشيرة إلى أن الرياض تحتاج لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط، خاصة في ظل تراجع الأسعار.