أنقرة (زمان التركية) – أعرب المخرج الألماني من أصل تركي فاتح آكين عن قلقه من احتمال اعتقاله في حال زار تركيا، وذلك في أعقاب اعتقال وكيلته الفنية آيشه باريم ضمن إطار التحقيقات الجارية حول احتجاجات “غيزي بارك” التي تعود إلى عام 2013. وقال آكين، الحائز على جائزة الدب الذهبي، في مقابلة مع وكالة فرانس برس على هامش عرض فيلمه الجديد “أمْرون” في مهرجان كان السينمائي: “من الأفضل ألا أذهب إلى هناك، لا أرغب في تحمل هذه المخاطرة”.
انتقادات لاذعة للنظام القضائي التركي
وصف آكين (51 عامًا) تركيا بأنها “تحكمها المافيا”، معربًا عن صدمته من القيم التي تحكم البلاد حاليًا. وأضاف: “لديهم معايير مختلفة… بعض السياسيين لن يترددوا حتى في إشعال حرب للبقاء في السلطة، و(الرئيس رجب طيب أردوغان) واحد منهم”. وأعرب عن مخاوفه من أن يتهمه المدعون الأتراك بالسعي للإطاحة بأردوغان، رغم دوره في تعريف العالم بالثقافة التركية والمجتمع التركي في الخارج.
قضية وكيلته عائشة باريم
تتهم السلطات التركية باريم، وهي مديرة وكالة مواهب فنية تمثل العديد من الفنانين الأتراك، بـ”المساعدة في محاولة الإطاحة بالحكومة” خلال احتجاجات “غيزي بارك”. وقد نفت باريم هذه التهمة خلال استجوابها، مشيرة إلى أن اتصالاتها بالمحكوم عليه في القضية عثمان كافالا كانت متعلقة بفيلم آكين “كيسيك” (2013) الذي شارك كافالا في تمويله. ومن المقرر أن تظهر باريم، المحتجزة منذ 28 يناير/كانون الثاني، أمام القضاء للمرة الأولى في 7 يوليو/تموز، حيث تواجه عقوبة قد تصل إلى 30 عامًا.
آكين: اتصالات باريم بكافالا كانت لأجل أفلامي
كما رفض آكين الاتهامات الموجهة لباريم، واصفًا إياها بـ”السخيفة”، مؤكدًا أن الـ39 اتصالًا المذكورة في لائحة الاتهام كانت مرتبطة بأعماله السينمائية. وقال: “تحدثوا بسبب فيلمي… أنا نقطة الربط بينهما، والآن كلاهما في السجن”. وكانت باريم قد أوضحت خلال التحقيق أن اتصالاتها بكافالا اقتصرت على ترتيبات عرض فيلم “كيسيك” في مركز “الجزائر” التجاري المملوك له.
يذكر أن آكين، المعروف بأفلامه التي تنتقد القمع وتسلط الضوء على قضايا المهاجرين، حصل على جائزة الغولدن غلوب عن فيلمه “في الجانب الآخر” (2007)، كما نال الدب الذهبي في برلين عن “أنتظر الشمس” (2014). وتأتي تصريحاته الأخيرة في سياق تصاعد انتقادات المجتمع الفني الدولي للسياسات التركية تجاه حرية التعبير.