أنقرة (زمان التركية) – وجه مصطفى دستيجي، رئيس حزب الاتحاد الكبير (BBP)، انتقادات لعملية حل الأزمة الكردية “تركيا بلا إرهاب” التي انطلقت أواخر العام الماضي، مشككا في نوايا حزب العمال الكردستاني الانفصالي، الذي أعلن قائده عبد الله أوجلان حله.
واستنكر دستيجي عدم إلقاء منظمة حزب العمال الكردستاني (PKK) سلاحها بعد، على الرغم من مرور 5 أشهر على بدء عملية “تركيا بلا إرهاب”.
وذكر دستيجي، رئيس حزب الاتحاد الكبير الشريك الأصغر في تحالف الجمهور الحاكم، أن: “الأخطر من الإرهاب هو الانفصالية السياسية”. وأشار مصطفى دستيجي إلى أن تركيا تكافح منظمة إرهابية منذ 40 عامًا. وتحدث عن تكلفة الإرهاب على تركيا، قائلاً إن مناطق شرق وجنوب شرق الأناضول هي التي دفعت الثمن الأكبر.
كما قدم دستيجي تقييمه لعملية “تركيا بلا إرهاب”، قائلاً: “عندما بدأت العملية، قيل ‘حزب العمال الكردستاني سيلقي سلاحه دون شروط أو مفاوضات، وسيستسلم ويحل نفسه’. من لا يريد هذا؟ الجميع يريده. لكن مرت 5 أشهر ولم يلقِ حزب العمال الكردستاني سلاحه ولم يحل نفسه. إنه يتفاوض، ويتحاور، ويحاول التوصل إلى اتفاق. ماذا يريد؟ يواصل الانفصالية السياسية. يتقدم ببعض المطالب باسم الانفصالية السياسية. يقول: ‘ليتم تشكيل لجنة في البرلمان، وليتم تغيير الدستور’. حسنًا، لماذا سيتغير الدستور؟”.
وفي مايو الماضي أعلن تنظيم العمال الكردستاني عن عقده مؤتمرا تقرر خلاله تفكيك صفوف التنظيم وتسليم سلاحه، استجابة لدعوة أطلقها زعيم حزب العمال الكردستاني في فبراير الماضي، بعد اقتراح أطلقه زعيم حزب الحركة القومية الشريك في تحالف الجمهور دولت بهجلي أواخر العام الماضي.
وأضاف “نحن أيضًا نريد تغيير الدستور. نريد دستورًا جديدًا. نريد أن تتخلص تركيا من دستور الانقلاب. لكنهم لا يريدون ذلك. هؤلاء يقولون: ‘ليتغير الدستور، وليأتِ علم بجانب هذا العلم. وليأتِ لغة بجانب هذه اللغة. وليكن هناك منطقة حكم ذاتي. وليتغير اسم هذه الأمة’. أي أن لديهم مطالب تتضمن انفصالية سياسية. نحن نؤمن بأن من حق جميع إخواننا، بغض النظر عن أصلهم العرقي في هذا البلد، التحدث بلغاتهم الأم التي ولدوا بها، وهذا حق حلال كحليب الأم. لكن لكل دولة لغة رسمية. من يتنازل عن هذا، سيصبح مثل العراق، مثل سوريا، مثل أفغانستان. وحدة هذا البلد هي أمر لا غنى عنه بالنسبة لنا. إذا تم إنشاء مناطق حكم ذاتي في هذا البلد، وإذا تم تقسيم هذا البلد إلى ولايات، فإن مصير هذا البلد سيكون مثل أفغانستان، سوريا، العراق، فلسطين. يجب ألا يغيب هذا عن ذهن أي منا”.
وأشار دستيجي إلى أن الأخطر من الإرهاب هو الانفصالية السياسية، قائلاً: “لم يتمكنوا من تقسيمنا عن طريق الإرهاب. يحاولون الآن تقسيمنا عن طريق الانفصالية السياسية. نحن، حزب الاتحاد الكبير، واضحون للغاية. لم نقل نعم لأي شيء سيقسمنا، ويفرقنا، ويجعلنا نتقاتل فيما بيننا، ولن نفعل ذلك أبدًا. لم نشرب ولن نشرب الماء من بئر لا نرى قاعه. فليلقوا سلاحهم أولاً. ثم ليحلوا أنفسهم. نحن لا نثق فيهم. متى نثق بهم؟ عندما يأتون ويغنون النشيد الوطني ويقبلون علمنا الأحمر ذو الهلال والنجمة، مثل إخواننا الكرد والتركمان والزازا في هذه القاعة، حينها فقط نؤمن بهم”. وقام دستيجي بتقبيل العلم التركي على المنصة وسط تصفيق أعضاء الحزب، مكررًا دعوته.