أنقرة (زمان التركية) – تتزايد في الآونة الأخيرة التقارير التي تتحدث عن توقيع اتفاق تطبيع بين سوريا وإسرائيل، في ظل غياب تعليق رسمي من الإدارة السورية الجديدة.
ونقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن مصادر سورية قولها إن سوريا وإسرائيل ستوقعان اتفاق سلام قبل نهاية عام 2025.
وورد أنه بموجب شروط الاتفاق، ستنسحب إسرائيل تدريجيا من جميع الأراضي السورية التي احتلتها بعد دخولها المنطقة العازلة في 8 ديسمبر/ كانون الأول من عام 2024بما في ذلك قمة جبل الشيخ.
واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان السورية في حرب عام1967. وتم إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح في الجولان بعد حرب 1973.
وبعد أن أطاحت الجماعات السورية المسلحة بنظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول من عام 2024، احتلت القوات الإسرائيلية أراضي جديدة في المنطقة العازلة في سوريا وخارجها. ومنذ ذلك الحين، تدخل قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى عمق الأراضي السورية في عملياتها من وقت لآخر.
وشنت إسرائيل قصفا عنيفا لتدمير جميع قدرات الدفاع الصاروخي والقدرات العسكرية المتقدمة في سوريا.
وادعى المصدر السوري أن الصفقة ستؤدي إلى تطبيع العلاقات تماما بين البلدين وجعل مرتفعات الجولان” حديقة سلام “.
انضمام سوريا إلى اتفاقيات إبراهام
في 27 يونيو/ حزيران الجاري، صرحت المتحدثة باسم البيت الأبيض ،كارولين ليفيت، أن الرئيس الأمريكي ،دونالد ترامب، يتوقع أن تكون سوريا الدولة التالية التي تطبع العلاقات مع إسرائيل من خلال الانضمام إلى اتفاقية إبراهام.
وأشارت ليفيت إلى مناقشة ترامب القضية مباشرة مع الرئيس السوري، أحمد الشرع.
وأضافت ليفيت: “عندما التقى الرئيس ترامب بالرئيس الشرع، كان أحد أهم مطالبه هو أن توقع سوريا على اتفاقيات إبراهيم. نريد أن نرى سلاما طويلا ودائما في الشرق الأوسط. وهذا هو الطريق إلى الأمام”.
المحادثات بين سوريا وإسرائيل
تجري سوريا وإسرائيل محادثات غير مباشرة ومباشرة بوساطة الإمارات منذ مايو/آيار. وفي الوقت نفسه، أكد الشرع في مايو/ آيار الماضي أن محادثات غير مباشرة قد عقدت مع إسرائيل “لتهدئة التوترات المتصاعدة”.
وخلال زيارة إلى باريس في مايو/ آيار، صرح الشرع في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفرنسي أن المحادثات قد عقدت مع إسرائيل “من أجل منع الوضع على الأرض من الخروج عن السيطرة”.
و لم تصدر الإدارة السورية الجديدة بعد بيانا بشأن عقد مفاوضات مباشرة مع إسرائيل.
وصرح المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، توم باراك، مؤخرا لقناة الجزيرة أن المحادثات بين سوريا وإسرائيل قد أجريت “بهدوء”.
وفي الوقت نفسه، نقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، قوله إن “التوصل إلى اتفاق سلام محتمل مع سوريا والتطبيع سيكون في مصلحة إسرائيل غير أن وضع مرتفعات الجولان “غير قابل للتفاوض”.
وعُرض في شوارع تل أبيب صورة على لوحة كبيرة يظهر بها ترامب ونتنياهو في المنتصف وقادة دول عربية وبينهم أحمد الشرع، مع عبارة “اتفاقات إبراهيم والشرق الأوسط الجديد”.
حتى الآن، لم تعلق الحكومة السورية على تصريحات البيت الأبيض أو غيرها من الأخبار حول عملية التطبيع مع إسرائيل، وليس من المعروف بعد رد الفعل الذي سيثيره اتفاق سلام محتمل مع إسرائيل والتطبيع في الرأي العام السوري، غير أن بعض الخبراء يرون أنه في حال حدوث تطبيع بين سوريا وإسرائيل فإن الأمر قد يحدث دون الإنضمام لاتفاقيات أبراهام، وأنه قد لا يتم الكشف عن هذا للرأي العام.