أنقرة (زمان التركية) – كشفت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية موافقة طهران على عقد جولة جديدة من المحادثات مع الدول الأوروبية الثلاث (بريطانيا وفرنسا وألمانيا). من المقرر أن تستضيف إسطنبول هذه المفاوضات يوم 25 يوليو الجاري، في خطوة تهدف إلى إنقاذ ما تبقى من الاتفاق النووي المبرم عام 2015.
ستجرى المحادثات على مستوى نواب وزراء الخارجية، حيث يمثل الجانب الإيراني نائبا الوزير مجيد تخت روانجي وقاسم غريب آبادي. ويأتي هذا الاجتماع استكمالاً لمباحثات سابقة عقدت في إسطنبول نفسها يوم 16 مايو الماضي، في محاولة لإيجاد أرضية مشتركة بين الأطراف المتنازعة.
تتمحور الأزمة الحالية حول عدة نقاط خلافية أساسية، أبرزها تخوف إيران من قيام الدول الأوروبية بتنشيط ما يعرف بـ”آلية الارتداد” (Snapback) التي تتيح إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران. وتكتسب هذه المخاوف أهمية خاصة مع اقتراب الموعد النهائي لانتهاء صلاحية هذه الآلية في 18 أكتوبر المقبل.
وشهد الاتفاق النووي الإيراني مساراً متعرجاً منذ توقيعه عام 2015 بين إيران ومجموعة 5+1. فقد شهد الاتفاق انتكاسة كبيرة مع انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018 وإعادة فرضها لعقوبات مشددة على طهران. ردت إيران على ذلك بالتخلي التدريجي عن التزاماتها بموجب الاتفاق، معتبرة أن الدول الأوروبية لم تف بوعودها بتعويض الآثار الاقتصادية للعقوبات الأمريكية.
في تصريحات لافتة، نفى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أي شرعية قانونية للدول الأوروبية لتفعيل “آلية الارتداد”، مؤكداً أن هذه الدول “انتهكت بشكل صارخ أسس الاتفاق النووي وبالتالي فقدت صفتها كمشاركين فيه”. هذه التصريحات تعكس حالة الاستقطاب الحادة بين طهران وحلفائها الأوروبيين.
ويأتي هذا اللقاء في ظل ظروف بالغة التعقيد، حيث تشهد العلاقات بين إيران والدول الغربية توتراً غير مسبوق بسبب الملف النووي والتطورات الإقليمية المتسارعة. ويحمل الاجتماع أهمية استثنائية كونه قد يكون الفرصة الأخيرة لإنقاذ الاتفاق النووي من الانهيار التام، في وقت تتصاعد فيه التهديدات المتبادلة وتزداد فيه التكهنات حول سيناريوهات المواجهة المحتملة.