أنقرة (زمان التركية) – قال عبد الله غول، الرئيس الحادي عشر لجمهورية تركيا إن الوضع العالمي اختلف عن ما كان عليه قبل عام 2000، وذكر أن العالم أصبح هشًا، ولا يحترم القواعد.
زار عبد الله جول مسقط رأسه في قيصري لحضور حفل تخرج طلاب الجامعة التي تحمل اسمه. وشارك في الحفل، الذي أقيم في الحرم الجامعي وهو الثامن من نوعه، نائب المحافظ عبد الله كلكان، ورئيس بلدية العاصمة ممدوح بويكيليتش، ورئيس جامعة عبد الله غول (AGÜ) البروفيسور جنكيز يلماز، وأعضاء هيئة التدريس، والطلاب، وأولياء الأمور.
وأعرب عبد الله جول رئيس تركيا خلاق الفترة من 2007 حتى 2014، في كلمته خلال الحفل عن سعادته بالمشاركة في حفل تخرج جامعة عبد الله جول، مشيرًا إلى أن الجامعة برزت كمؤسسة تعليمية تقدم تعليمًا عالي الجودة في منطقة الأناضول.
ووجه جول نصائح للطلاب، قائلاً: “عليكم أن تنظروا إلى خريطة الطريق الجديدة التي يجب أن تسلكوها بعد ذلك. لأن كل شيء يتغير بسرعة كبيرة؛ كل شيء يختلف بشكل كبير؛ السياسة تتغير، وإدارة الدول تتغير، وفهم القادة يتغير، كل شيء يتطور بسرعة. أما التكنولوجيا، كما نعلم جميعًا، فتتقدم بشكل مذهل. فالتطور التكنولوجي يجعل العالم أصغر من ناحية، ويفتح آفاقًا جديدة من ناحية أخرى. لقد أصبحنا نتابع يوميًا ما يحدث في جميع أنحاء العالم من منازلنا مساءً”.
كما أشار عبد الله جول إلى التطورات العالمية، قائلاً: “عاش العالم فترة استقرار دامت عشر سنوات بعد عام 2000. لكننا الآن نمر بفترة خطيرة للغاية لم يُشهد لها مثيل، حيث أصبح العالم هشًا، ولا يحترم القواعد، وتنهار المؤسسات الدولية، ويفشل النظام. فبينما تستمر الحرب بين أوكرانيا وروسيا وتُقصف المدن، تُرتكب في فلسطين مذبحة كبيرة ستشعر البشرية بالخزي في المستقبل. في فلسطين، لم يعد الناس يُقتلون بالقنابل فقط، بل يتضورون جوعًا أيضًا. النساء والأطفال وكبار السن يموتون للحصول على قطعة خبز أو رشفة ماء. ومع الأسف، فإن هذا الموضوع لا يحظى بنفس القدر من التغطية في الإعلام التركي كما هو الحال في وسائل الإعلام البريطانية والأمريكية. ففي تلك البلدان، تنشر العديد من الصحف يوميًا صورًا لأطفال فلسطين الذين أصبحوا جلدًا على عظم، وتسلط الضوء على جرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها إسرائيل”.
كما نصح جول الطلاب بأن يكونوا أشخاصًا يتمتعون بسلوكيات فاضلة، قائلاً: “تهانينا على حصولكم على شهاداتكم، لكن الشهادة ليست كل شيء. حتى تكون الشهادة ذات قيمة، يجب أن يكون حاملوها أناسًا صالحين قبل كل شيء. يجب أن تكونوا أشخاصًا فاضلين حتى تكتسب شهادتكم قيمة أكبر. احرصوا على ذلك جيدًا. إذا كنتم في مكان عملكم أو محيطكم أشخاصًا يتمتعون بأخلاق فاضلة، فسيتم ملاحظتكم على الفور. وإلا، فستصبحون أشخاصًا عاديين. تذكروا أن أي مجتمع يضم أشخاصًا فاضلين يصبح ذا قيمة كبيرة. إذا كان الفاضلون في الجامعة، تصبح الجامعة جيدة. إذا أداروا المدينة، تصبح المدينة جيدة. إذا حكموا الدول، تصبح الدول ناجحة. إذا أداروا المصانع ومراكز العمل، تزدهر تلك الأماكن. لذلك، يجب أن يكون هذا دائمًا في أذهانكم طوال حياتكم. لكي تكونوا عائلات صالحة، ولكي تكونوا نافعين لوطنكم وأمتكم وعائلاتكم، يجب أن تكونوا أناسًا صالحين قبل كل شيء”.