أنقرة (زمان التركية) – أصبح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أول رئيس وزراء إسرائيلي يصف أحداث عام 1915 التي وقعت في عهد الدولة العثمانية باعتبارها “إبادة الجماعية”. وهو الأمر الذي يمثل إزعاجا كبيرا للحكومة التركية.
وخلال مشاركته في بودكاست رجل الأعمال باتريك بيت ديفيد يوم الثلاثاء، أجاب نتنياهو عن سؤال حول عدم اعتراف إسرائيل بأحداث عام 1915 “كإبادة جماعية” قائلا: “اعتقد اعترفنا. الكنيست أصدر قرار بهذا الصد”.
وعلى خلفية تذكير بيت ديفيد لبنيامين نتنياهو بعدم اعتراف أي رئيس وزراء بهذه الأحداث “كإبادة جماعية” أحاب نتنياهو قائلا: “أنا أعترف بها”.
وشكر بيت ديفيد نتنياهو على هذا الإعلان مفيدا أن العديد من الأرمن حول العالم ممتنين له على هذا الموقف.
مارست العديد من الجماعات اليهودية البارزة ومن ضمنها رابطة مكافحة التشهير ومقرها الولايات المتحدة واتحاد اليهودية الإصلاحية ضغوطا على حكومة تل أبيب للاعتراف بأحداث عام 1915 كإبادة جماعية.
وعلى الرغم من هذه الضغوط، لم يعترف أي رئيس وزراء إسرائيل حتى الآن بهذا بشكل مباشر.
وأعيد طرح هذه القضية في العلاقات التركية الإسرائيلية التي توترت بفعل الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2023.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد نشر تغريدة في يناير/ كانون الثاني من عام 2024 عبر حسابه بمنصة إكس وصف خلالها الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بـ”رئيس الدولة التي ارتكبت الإبادة الجماعية بحق الأرمن في السابق”.
وكان وزير الخارجية الإسرائيلي في عام 2001، شيمون بيريز، رفض صراحة ادعاءات “الإبادة الجماعية بحق الأرمن” ووصف إياها بمحاولة لرسم أوجه التشابه مع الهولوكوست في ألمانيا النازية، قائلا: “لم يشهد العالم شيئا مشابها للهولوكوست. ما عاشه الأرمن كارثة، لكنها ليست إبادة جماعية”.
وعبر الرئيس الإسرائيلي السابق، رؤوفين ريفلين، عدة مرات على ضرورة الاعتراف بأحداث عام 1915 “كإبادة جماعية”، لكنه لم يصف الأحداث “بالإبادة الجماعية” صراحة على الرغم من حديثه المطول عنها في كلمته أمام الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 2015.
وفي عام 2018، تم إلغاء عملية التصويت للاعتراف بأحداث عام 1915 “كإبادة جماعية” في الكنيست وذلك لعدم دعم التحالف لعملية التصويت.
رد فعل أرمينيا على تصريح نتنياهو؟
ذكر آرا تاريفوسيان، مدير شركة Mediamax الإعلامية الأرمينية، أن تصريحات نتنياهو لا تشكل قرارا رسميا، مفيدا أن إسرائيل تطرح قضية “إبادة الأرمن” كلما توترت العلاقات مع تركيا.
وأضاف تاريفوسيان أن تصرح نتنياهو الذي يرتكب إبادة جماعية في قطاع غزة “مثير للسخرية”.
من جانبها، تناولت وكالة الأنباء التابعة للحكومة الأرمينية Armenpress تصريح نتنياهو مشيرة إلى منشور آرام سورين هامباريان، مدير اللجنة الوطنية الأرمنية الأمريكية وهى أكبر لوبي أرميني بالولايات المتحدة، على حسابه بموقع فيسبوك الذي ذكر خلاله أن تصريح نتنياهو ليس مجرد تستر على انتهاكاته في الحرب على قطاع غزة طالما لم تُنهي إسرائيل التعاون العسكري مع أذربيجان وتزيد ضغط الرأي العام على تركيا.
من جانبها نشرت الخارجية التركية بيانا أدانت خلاله وصف بنيامين نتنياهو أحداث عام 1915 “بالإبادة الجماعية”.
وذكرت الخارجية في بيانها أن تصريح نتنياهو بشأن أحداث عام 1915 محاولة “لاستغلال أحداث الماضي المؤلمة لأغراض سياسية” مشيرة إلى أن نتنياهو يحاكم على دوره في “الإبادة الجماعية” التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني وأنه وحكومته يحاولان التغطية على الجرائم التي ارتكبوها.
وشددت الخارجية التركية في بيانها على رفضها لهذا التصريح الذي لا يتماشى مع الحقائق التاريخية والقانونية.