أنقرة (زمان التركية) – قال تقرير روسي إن ميزان القوى في الشرق الأوسط يتحول بشكل متزايد إلى سباق الصواريخ.
وأشار تقرير لموقع روسيا اليوم الإخباري إلى استثمار إيران وإسرائيل وتركيا ودول الخليج في برامج الصواريخ والطائرات بدون طيار للردع خارج الجيوش التقليدية مفيدا أن المنطقة أصبحت أسخن ساحة للحروب الهجينة.
وأكد روسيا اليوم أن أن “أنظمة الصواريخ، التي أصبحت العنصر المحدد للحروب الهجينة، هي أهم سلاح لصراع القوى الإقليمي في الشرق الأوسط”.
وأوضحت التقرير أن كل طرف فاعل بالمنطقة من إيران إلى إسرائيل ومن تركيا إلى دول الخليج يحاول التميز في سباق الصواريخ باستراتيجيات مختلفة.
“إيران: الردع الجماعي”
تمتلك إيران أكبر ترسانة في المنطقة بأكثر من 2000 صاروخ. وتشكل الاستثمارات في الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى والأنظمة الموجهة بدقة والتكنولوجيا التي تفوق سرعة الصوت أساس ردع طهران.
وتستخدم إيران هذه القوة بشكل غير مباشر من خلال حزب الله اللبناني والحوثيين والميليشيات الشيعية في العراق.
“إسرائيل: إصابة الهدف والدفاع متعدد الطبقات”
ترد إسرائيل على التفوق السكاني الإيراني بتكنولوجيا عالية. وتحافظ تل أبيب على التفوق الجوي عبر أكثر من 300 طائرة مقاتلة حديثة بالإضافة لامتلاكها بنية الدفاع الصاروخي الأكثر تقدما في المنطقة ألا وهي القبة الحديدية ومقلاع داوود وأنظمة السهم 3، كما تعتبر إسرائيل بمثابة رادع نووي بفعل صواريخ أريحا 3 البالستية.
“تركيا: قوة صاروخية صاعدة”
تبرز تركيا باستراتيجيتها القائمة على صناعة الدفاع المحلية. ويبلغ مدى الصاروخ الباليستي تايفون في مرحلة الاختبار 500 كيلومتر ومن المتوقع أن يدخل الخدمة قريبا، كما تدعم أنقرة القوة الصاروخية بطائرات KAAN المقاتلة والطائرات بدون طيار Kızılelma والطائرات بدون طيار المتقدمة.
ويرى الخبراء أن تركيا تتمتع بالقدرة على تطوير أنظمة مدى تتراوح من 1000 كيلومتر إلى 5000 كيلومتر في حال الإرادة السياسية وتخصيص الموارد.
“السعودية والإمارات: الترسانة المعتمدة على الخارج”
تمتلك المملكة العربية السعودية صواريخ DF-3 الباليستية التي اشترتها من الصين في الثمانينيات، أما طائرات DF -21 الأكثر حداثة فتسمح بمزيد من الهجمات المتنقلة والحساسة، لكن استراتيجية المملكة العربية السعودية الصاروخية مجرد استراتيجية رمزية.
من ناحية أخرى، تعتمد الإمارات العربية المتحدة بالكامل على أنظمة الدفاع الجوي المدمجة في الولايات المتحدة والغرب والقدرة الصاروخية الباليستية المحلية تكاد تكون غائبة.
سلاح الحروب الهجينة
لم يعد الشرق الأوسط مجرد ساحة للحروب بالوكالة وتغييرات التحالف فقط، لكنه أيضا ساحة للدبلوماسية الصاروخية. وبينما تمارس إيران الضغط عبر الكتلة السكانية، تجمع إسرائيل بين الدفاع والهجوم والتكنولوجيا العالية.
على الصعيد الآخر، تعمل تركيا بسرعة على تشكيل أسطولها الصاروخي الخاص بها، بينما تحاول دول الخليج إظهار الردع في الاعتماد على الخارج.
ويؤكد الخبراء أن النتيجة الأكثر أهمية لسباق الصواريخ في المنطقة هي أن شرارة صغيرة يمكن أن تؤدي إلى أزمة متسلسلة كبيرة، فالصواريخ لم تعد مجرد وسيلة للحرب، بل إنها درع وسيف دبلوماسية الشرق الأوسط.