نيويورك (زمان التركية)ــ كيف تحول تايلر روبنسون – الطالب المتفوق الذي نشأ في كنف والديه الجمهوريين في مدرسة المورمون – إلى القاتل المزعوم للمؤثر اليميني تشارلي كيرك؟ إنه سؤال يشغل بال سكان واشنطن، البلدة الصغيرة في ولاية يوتا حيث نشأ المشتبه به.
وبحسب ما ورد اعترف الشاب البالغ من العمر 22 عاما والذي تم القبض عليه في وقت متأخر من يوم الخميس بعد مطاردة استمرت 33 ساعة بقتل كيرك، الذي ساعدت شعبيته بين المحافظين الشباب دونالد ترامب في الفوز بالانتخابات الرئاسية في نوفمبر الماضي.
نشأ روبنسون باعتباره الأكبر بين ثلاثة أولاد في منزل متوسط الحجم يقع في شارع متعرج به حدائق مقصوصة بعناية، في حي يقع بجوار كنيسة.
كان “هادئًا، ومحترمًا، ومنعزلًا نوعًا ما. لكنه كان ذكيًا للغاية”، هذا ما قاله كريس شويرمان، البالغ من العمر 66 عامًا، وهو رئيس حراس المدرسة الابتدائية المتقاعد في المنطقة، لوكالة فرانس برس.
وأعطت جايدا فونك، البالغة من العمر 22 عامًا والتي التحقت بالمدرسة الابتدائية والمتوسطة مع روبنسون، تقييمًا مشابهًا.
وقالت “كنت أعتقد دائمًا أنه سيصبح رجل أعمال أو رئيسًا تنفيذيًا لشركة في يوم من الأيام، وليس ما أتعلمه عنه الآن”.
“كان هادئًا، ولكن ليس غريبًا، وكان لديه أصدقاء وكان يتحدث إلى كل المجموعات المختلفة.”
بعد تخرجه بتفوق من المدرسة الثانوية في عام 2021، درس روبنسون لفترة وجيزة في الجامعة قبل الالتحاق ببرنامج تدريب كهربائي في كلية تقنية أقرب إلى المنزل.
الصيد والتخييم
والده يبيع أسطح المطبخ المصنوعة من الجرانيت، ووالدته تعمل في مجال تقديم الرعاية الصحية للأشخاص ذوي الإعاقة – وهما عضوان في كنيسة المورمون، لكنهما غير نشطين، وفقًا لشويرمان.
تُظهر الصور العائلية على مواقع التواصل الاجتماعي عائلة تحب السفر والتخييم والصيد.
وتقول السلطات إن روبنسون استخدم يوم الأربعاء بندقية قناص لإطلاق رصاصة واحدة على كيرك في الرقبة من سطح مبنى، بينما كان الناشط البالغ من العمر 31 عاما يتحدث في جامعة يوتا فالي، على بعد حوالي أربع ساعات شمال واشنطن.
على الرغم من أن والديه جمهوريان، فقد سجل روبنسون نفسه كشخص غير منتمي لأي حزب، لكنه لم يدل بصوته في عام 2024.
وقال حاكم ولاية يوتا سبنسر كوكس لشبكة CNN يوم الجمعة إن المشتبه به أصبح متطرفا “في فترة قصيرة نسبيا من الزمن”.
وقالت السلطات إن روبنسون كان قد تحدث بشكل مهين عن كيرك مع أفراد الأسرة، وحثه والده على تسليم نفسه.
وقال كوكس إنه تم العثور على علامات على أغلفة الرصاص غير المستخدمة في السلاح الذي يعتقد أن روبنسون استخدمه، مما أثار تكهنات حول توجهاته السياسية.
كُتب على إحدى الخراطيش “يا فاشي! أمسك!”، بينما كُتبت على أخرى عبارة “بيلا تشاو” – وهي أغنية إيطالية مناهضة للفاشية من حقبة الحرب العالمية الثانية، وذكرت التقارير أنها أُعيد استخدامها مؤخرًا في دوائر متخصصة على الإنترنت.
وقد تم وضع علامات على الخراطيش الأخرى باستخدام رموز وعبارات تبدو وكأنها من ثقافة الألعاب عبر الإنترنت.
‘رجل السيارة الرائع’
يتذكر زملاء المدرسة السابقون أحد المعجبين المتحمسين لألعاب إطلاق النار من منظور الشخص الأول مثل “Halo” و”Call of Duty”.
ولم يتحدث عن السياسة مع جاي، الذي التقى روبنسون في يناير/كانون الثاني في مجموعة من محبي السيارات الكبيرة.
قال الرجل الأربعيني الحائر، الذي رفض ذكر اسمه الأخير: “كان ببساطة رجل سيارات رائع. تحدثنا فقط عن شغفنا بسيارات العضلات وصوتها وطريقة قيادتها”.
كانت سيارة دودج تشالنجر الرمادية اللامعة التي يمتلكها روبنسون هي الشيء الوحيد الذي يعرفه الجيران عنه في المبنى السكني البسيط الذي كان يعيش فيه في سانت جورج، على بعد حوالي عشر دقائق من والديه.
وصفت هيذر ماكنايت، وهي ممرضة تبلغ من العمر 50 عامًا وجارته منذ أكثر من عام، رجلاً غريبًا وحيدًا، ذو مظهر عابس، وكان يقود سيارته بسرعة كبيرة في رأيها.
“لم يكن يقول مرحبًا أبدًا، ولم يكن يرغب في التحدث أو بدء علاقة جيدة مع جيرانه… لقد كان مخيفًا فقط”، قالت.
“من كان ليتصور أن هذا الرجل النحيف الصغير الذي يدخل ويخرج من سيارته سيكون قادرًا على ارتكاب مثل هذا الفعل الشنيع؟”
