أنقرة (زمان التركية) – أُلقت السلطات في تركيا القبض على كاتبة سيناريو مسلسل “شراب التوت البري” ميرفيه غونتم في منزلها، في إطار التحقيق الذي فتحته السلطات بحق المسلسل عقب الجدل الذي أثير على منصات التواصل الاجتماعي بسبب إحدى حلقات المسلسل.
وفي تصريح لصحيفة “T24″، قال محاميها جيراي كيمير، إنهم لم يعرفوا بعد التهم الموجهة إليها في إطار التحقيق، لكنه أشار إلى أن اعتقالها جاء بعد أن أثيرت مجدداً تصريحات أدلت بها قبل 4 سنوات.
وأوضح كيمير أن موكلته تعرضت لإهانات وتهديدات خطيرة بسبب تلك المنشورات، مضيفاً: “في بلد تحدث فيه أعمال العنف ضد النساء وجرائم قتل النساء يومياً، فإن استهداف امرأة من خلال أعمالها، ومحاولة إخافتها عبر حملة تشهير على وسائل التواصل الاجتماعي، ثم إلقاء القبض عليها في منتصف الليل، هو مهزلة باسم القانون ومصدر خزي لبلدنا”.
كانت مقاطع فيديو لكاتبة سيناريو مسلسل “شراب التوت البري” ميرفيه غونتم قد أُعيد تداولها مؤخراً، تتضمن إجابات أدلت بها قبل 4 سنوات عن شخصية خيالية تُدعى “أيلول” في مسلسل “عارية” الذي عُرض على منصة “BluTV”.
وعُلم أن غونتم أُلقي القبض عليها في منزلها مساء أمس واقتيدت إلى مديرية أمن “فاتان”، بعد أن فتح مكتب التحقيقات في جرائم الصحافة التابع للنيابة العامة في الأناضول تحقيقاً بشأن المنشورات المتعلقة بالفيديو. ومن المقرر أن تبقى غونتم قيد الاحتجاز هذه الليلة، على أن تُحال إلى المحكمة صباحاً.
وفي حديثه لـ “T24″، قال المحامي جيراي كيمير إنهم لم يعرفوا بعد التهم الموجهة لموكلته، لكنه أكد أنها تعرضت لإهانات وتهديدات خطيرة بسبب المنشورات.
وأوضح المحامي في بيانه: “تم القبض على موكلتي ميرفيه غونتم من منزلها في ساعات المساء واقتيدت إلى مديرية أمن فاتان، على خلفية حملة تشهير على وسائل التواصل الاجتماعي تتعرض لها منذ بضعة أيام. إجابتها التي قدمتها قبل أربع سنوات على سؤال عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول شخصية خيالية في مسلسل ‘عارية’ الذي كتبته، أُعيد تداولها بعد إخراجها من سياقها وتقطيعها، لتبدو وكأنها آراء شخصية لموكلتي وتدافع عنها في حياتها الخاصة. وبسبب هذه المنشورات المغرضة، تعرضت موكلتي لإهانات خطيرة وأصبحت هدفاً لحملة تشهير ممنهجة”.
إهانات وتهديدات
وأضاف المحامي: “بعض الأشخاص الذين لم يستطيعوا التفريق بين الخيال والواقع، استغلوا الحساسيات الدينية والوطنية لشعبنا واستهدفوا موكلتي، وشنوا حملة كراهية اجتماعية ضد فنانة بسبب شخصياتها الخيالية. ونتيجة لهذه المنشورات، تعرضت موكلتي لإهانات بذيئة مثل ‘عاهرة’، و’غير أخلاقية’، بالإضافة إلى تهديدات مباشرة بالقتل تستهدفها هي وطفلها البالغ من العمر 5 أشهر”.
وتابع: “نود أن نذكر بأن موكلتي قد أنجبت طفلها قبل 5 أشهر، وما زالت أماً مُرضعة. ونتيجة لهذه الهجمات الممنهجة، انقطع حليبها بسبب التوتر والخوف والذعر الشديدين، وتضررت صحتها الجسدية والنفسية بشكل بالغ. إن تعرض امرأة في فترة حساسة بعد الولادة لمثل هذه الهجمات الخطيرة، ليس مجرد إهانة فردية، بل هو عنف ضد المرأة، واعتداء على السلام الاجتماعي، وعمل خطير يستهين بالكرامة الإنسانية”.
واختتم المحامي: “الإهانات التي تعرضت لها موكلتي لا تستهدف شخصها فقط، بل تستهدف جميع النساء، وجميع الأمهات، وجميع الفنانين في المجتمع. في بلد تحدث فيه أعمال العنف ضد النساء وجرائم قتل النساء يومياً، فإن استهداف امرأة من خلال أعمالها ومحاولة إخافتها بحملة تشهير عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ثم إلقاء القبض عليها ليلاً، هو مهزلة باسم القانون ومصدر خزي لبلدنا. نؤمن بأن هذا الظلم سيتم رفعه في أقرب وقت ممكن، وسيتحقق العدل؛ ونعلن للرأي العام أننا سنتابع هذه القضية باحترام”.