أنقرة (زمان التركية) – دفعت حالة عدم اليقين التي خلقتها سياسات دونالد ترامب المستثمرين الأجانب إلى التحوط بشدة ضد مخاطر الدولار على الأصول الأمريكية.
وفقا لبيانات دويتشه بنك، تجاوزت استثمارات التحوط الاستثمارات الخالية من التحوط لأول مرة منذ أربع سنوات.
يصاحب هذا الاتجاه كل من ضعف الدولار وصعود أسواق الأسهم الأمريكية.
المستثمرون يخفِّضون مخاطر الدولار
يشير تحليل دويتشه بنك إلى ارتفاع نسبة الاستثمار بشكل سريع هذا العام مع تحوط المستثمرين الأجانب من مخاطر الدولار في السندات والأسهم الأمريكية.
ارتفع معدل التحوط إلى 80 في المئة خلال الأشهر الثلاثة الماضية بعدما بلغ 20 في المئة خلال الأشهر الأولى من العام الجاري.
وأوضح جورج سارفيلوس، الخبير الاستراتيجي بالنبك، أن الأجانب يشترون الأصول الأمريكية لكنهم لا يريدون المخاطرة بالدولار مشيرا إلى خفضهم مراكزهم بالدولار بمعدل غير مسبوق.
انخفاض الدولار وارتفاع وول ستريت
انتعشت وول ستريت بسرعة بعد مبيعات صعبة في الأسواق عقب تعريفات “يوم التحرير” التي أعلنها ترامب في 2 أبريل/ نيسان الماضي، غير أن هذا الانتعاش لم يؤد إلى ارتفاع متزامن في الدولار.
ويرى المحللون أن ارتفاع تداول التحوط أدى إلى فقدان الدولار أكثر من 10 في المئة من قيمته مقابل العملات الرئيسية هذا العام.
مع ضعف الدولار، تجاوز تعادل اليورو/الدولار المستوى 1.18 مسجلا بهذا أعلى مستوياته خلال أربع سنوات.
مديرو الصناديق: “الأسهم الأمريكية نعم، لا مخاطر الدولار”
لا يرغب المستثمرون في تحمل مخاطر الدولار مع إبداء الاهتمام بالأسهم الأمريكية التي ترتفع مع رياح الذكاء الاصطناعي.
وذكر آرون ساي من شركة بيكتيت لإدارة الأصول أنهم رفعوا سعر التحوط بالدولار على أسهمهم الأمريكية مفيدا أن الدولار أصبح في سوق هبوط طويل الأمد.
وفي الإطار نفسه، أعلن تشارلز هنري مونشو من مجموعة SYZ أنهم تحولوا إلى مركز تحوط بالدولار بنسبة100 في المئة في الأسهم الأمريكية منذ مارس/ آذار الماضي قائلا: “هذا العام مختلف. نحن بحاجة إلى الحماية الآن “.
طلب قوي من الصناديق العالمية
كشف استطلاع رأي أجراه بنك أوف أمريكا في سبتمبر/ أيلول أن 38 في المئة من مديري الصناديق العالمية يخططون لزيادة مراكز التحوط الخاصة بهم مقابل الدولار الأضعف، بينما يبحث 2 في المئة فقط عن تحوطات ضد الدولار القوي.
وزادت صناديق المعاشات التقاعدية في الدنمارك وهولندا من نسب التحوط ضد مخاطر الدولار.
وبحسب بيانات BNP Paribas، خفضت الصناديق الدنماركية مراكزها بالدولار الخالي من التحوط بمقدار 16 مليار دولار إلى 76 مليار دولار في النصف الأول من العام.
أفادت التقارير أن المستثمرين المقيمين في آسيا قدموا مساهمة كبيرة في هذا الاتجاه.
انخفاض تكلفة التحوط
انخفض تكاليف التحوط أيضا مع ضعف الدولار. ويشجع هذا الوضع المستثمرين في آسيا على وجه الخصوص على مزيد من التحوط.
وقال كاماكشيا تريفيدي من جولدمان ساكس إن انخفاض التكلفة قد يؤدي إلى مزيد من التحوط من قبل المستثمرين الآسيويين مما قد يتسبب في مزيد من الانخفاض للدولار.