أنقرة (زمان التركية) – بموجب قرار رئاسي نُشر في الجريدة الرسمية، تم تعيين مفتي إسطنبول البروفيسور الدكتور صافي أرباغوش رئيسا لرئاسة الشؤون الدينية، خلفاً للبروفيسور الدكتور علي أرباش الذي انتهت فترة ولايته التي استمرت ثماني سنوات.
أثارت بعض الخطب والتصريحات التي أدلى بها أرباش خلال فترة عمله جدلاً واسعاً. ففي عام 2020، وخلال خطبة ألقاها في أول جمعة من شهر رمضان، أثارت تصريحاته حول المثلية الجنسية والعلاقات خارج إطار الزواج جدلاً، واتهمته نقابة المحامين في أنقرة بـ”التحريض على الكراهية والعداوة بين الناس”.
كما لفت الانتباه في نفس العام، خلال خطبة الجمعة التي ألقاها في يوم تحويل آيا صوفيا من متحف إلى مسجد، حمله سيفاً خلال خطابه، وتسببت كلماته “مال الوقف لا يُمسّ، ومن يمسّه سيحترق! ومن يخالف شرط الواقف يلعن” في إثارة نقاشات حادة.
من هو البروفيسور صافي أرباغوش؟
وفقاً للمعلومات المتوفرة على موقع جامعة مرمرة، وُلد أرباغوش عام 1967 في مدينة أماسيا. تخرج في ثانوية “الإمام والخطيب” في مدينته عام 1985، وفي كلية الإلهيات بجامعة مرمرة عام 1990.
وفي عام 1992، أصبح باحثاً في قسم التصوف بالجامعة نفسها، وأتمّ رسالة الماجستير عام 1994 عن عمل “نصائح ومواعظ للشيخ عزيز محمود هودايي”. ثم أكمل رسالة الدكتوراه عام 2001 عن “منهج مولانا في التعبير الديني”.
عمل أرباغوش في إنجلترا وسوريا (2010) قبل أن يصبح أستاذاً مساعداً عام 2008، ثم نال درجة الأستاذية (بروفيسور) عام 2014. وفي عام 2021، عُيّن مفتياً لمدينة إسطنبول. ومن أبرز مؤلفاته: “مولانا والإسلام، الإدراك والتعبير”، “التربية الروحية في الطريقة المولوية”، و”صحبة عزيز محمود هودايي”.
تاريخ رئاسة الشؤون الدينية ومهامها
تأسست رئاسة الشؤون الدينية في 3 مارس 1924، بأمر من الرئيس مصطفى كمال أتاتورك وبموجب القانون رقم 429، كمنظمة تابعة لرئاسة الوزراء.
وكانت مهامها تتمثل في إدارة شؤون العقائد والعبادات والأخلاق في الدين الإسلامي، وتوعية المجتمع بالشؤون الدينية، وإدارة أماكن العبادة. وفي 9 يوليو 2018، أصبحت الرئاسة تابعة لرئاسة الجمهورية.
وتنص المادة 136 من الدستور على أن رئاسة الشؤون الدينية “تؤدي واجباتها المحددة في قانونها الخاص، بما يتماشى مع مبدأ العلمانية، وبشكل بعيد عن جميع الآراء والأفكار السياسية، وبما يهدف إلى التضامن والتكامل الوطني”.
تتولى الرئاسة مسؤولية بناء المساجد وتعيين الأئمة بأجور ثابتة في تركيا. كما تقوم ببناء مساجد في الخارج من خلال مؤسسة “الديانة التركية”. ووفقاً لتقرير ديوان المحاسبة لعام 2023، بلغ عدد موظفي الرئاسة 140 ألفاً و859 موظفاً، فيما بلغت ميزانيتها لعام 2025 حوالي 130.2 مليار ليرة تركية.