أنقرة (زمان التركية) – سترسل تركيا مركبتين استكشافيتين باسم “CHERI”، تم تصنيعهما محلياً بنسبة 80% من قبل جامعة الشرق الأوسط التقنية، إلى القمر في عام 2029. ستعمل المركبتان في الظروف السطحية القاسية للقطب الجنوبي للقمر، وستقومان بإنشاء خريطة ثلاثية الأبعاد للسطح بدعم من الذكاء الاصطناعي.
ويشمل مشروع “CHERI” مركبتين استكشافيتين صغيرتين ستعملان بشكل تفاعلي لجمع البيانات العلمية وتحليلها في القطب الجنوبي للقمر. وبفضل دعم الذكاء الاصطناعي، ستكون المركبتان قادرتين على تحديد مسارهما بشكل مستقل وإنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد. ومن المقرر إرسالهما إلى القمر من الصين في عام 2029.
تحدث رئيس جامعة الشرق الأوسط التقنية، البروفيسور أحمد يوزغاتليغيل، عن المركبتين قائلا: “تتقدم تركيا بثبات نحو تحقيق العديد من الأهداف ضمن برنامجها الفضائي الوطني في السنوات الأخيرة. وقد أنجزت تركيا أول مهمة فضائية مأهولة، حيث قام رائدا فضاء تركيان بأبحاث في بيئة انعدام الجاذبية”.
وأضاف: “نحن أيضا في جامعة الشرق الأوسط التقنية، وفي إطار أهدافنا العلمية، جزء من مشروع بالتعاون مع وكالة الفضاء الصينية. طلابنا وأعضاء هيئة التدريس سيُطورون المركبتين اللتين سترسلهما الصين إلى القمر في عام 2029. هذا النظام المدعوم بالذكاء الاصطناعي سيعمل في أصعب الظروف في موقع استراتيجي على القمر، حيث ستتواصل المركبتان مع بعضهما البعض”.
وتابع: “ستجمعان البيانات من سطح القطب الجنوبي للقمر، حيث تتراوح درجات الحرارة بين -160 و +80 درجة مئوية، وستقومان بإنشاء خريطة للسطح. هذا النظام، المكون من روبوتين، هو الأول من نوعه في العالم الذي ترسله دولة إلى القمر وهما تتواصلان مع بعضهما البعض. نحن نشارك في هذا المشروع بما يقرب من 50 من أعضاء هيئة التدريس والطلاب”.
وأوضح أن “الروبوت الذي سيتم تطويره في هذا المشروع تم تصميمه بالكامل من قبل أعضاء هيئة التدريس لدينا وهو نظام مدعوم بالذكاء الاصطناعي. لقد فازت جامعة الشرق الأوسط التقنية بمسابقة دولية أهلتها لتصميم هذا النظام. جميع مكونات المركبتين، من العجلات إلى أجهزة الاستشعار، يتم تصميمها محلياً من قبلنا، وتتجاوز نسبة التصنيع المحلي 80%”.
واختتم يوزغاتليغيل قائلا: “كما تعلمون، تدعم تقنيات الفضاء دائماً الحياة على الأرض. هذا الروبوت الذي سيُرسل إلى الفضاء سيبث الصور مباشرة إلى الأرض في عام 2029، وسيقوم بمسح منطقة نادرة الاستكشاف على القمر باستخدام كاميراته. وهذا مهم جداً لاكتشاف المعادن ومصادر المياه في تلك المناطق في المستقبل”.
وتابع: “بالإضافة إلى ذلك، وبسبب عمل هذه الروبوتات في ظروف قاسية، يمكن استخدامها في ظروف مماثلة على الأرض، مثل مناطق الكوارث. ستتمكن من نقل الصور والمساعدة في جهود البحث والإنقاذ أو حتى في صناعتنا الدفاعية. هذا النظام سيضع أقدامنا على سطح القمر، وسنضع توقيع تركيا على سطحه. ونحن كجامعة نقوم بالتحضير لذلك مسبقا”.