أنقرة (زمان التركية) – ستكون طائرات F-35 إحدى النقاط الرئيسية على جدول أعمال الاجتماع المرتقب بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض يوم 25 سبتمبر.
وكان ترامب قد صرح على منصته “Truth Social” أن المحادثات بشأن شراء تركيا لطائرات F-35 المقاتلة ستستمر، معربًا عن أمله في أن “تختتم هذه القضية بنتيجة إيجابية”.
يُذكر أن تركيا أُخرجت من برنامج F-35 في عام 2020 بعد شرائها أنظمة الدفاع الجوي S-400 من روسيا، على الرغم من أنها كانت شريكا في عملية الإنتاج المشترك مع الولايات المتحدة. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، أكدت تركيا أن هذه العقوبات كانت غير عادلة، وظل موضوع التوريد مطروحاً على الأجندة.
لماذا تعتبر طائرات F-35 مهمة؟
تُعد طائرة F-35 طائرة مقاتلة متعددة الأغراض من “الجيل الخامس”، تتميز بمستشعرات متطورة وأنظمة قتالية مدعومة بالذكاء الاصطناعي وقدرات فائقة على مشاركة البيانات.
يمكن لهذه الطائرات أن تصل سرعتها إلى حوالي 1,900 كيلومتر في الساعة، ولكن قدرتها الحقيقية لا تكمن في السرعة، بل في قدرتها على التخفي عن الرادار. فهي لا تكتشف الأهداف وتضربها بمفردها فحسب، بل يمكنها أيضاً جمع المعلومات من مستشعراتها ونقلها إلى طائرات أخرى أو أنظمة قتالية أخرى.
ويُعتبر هذا الأمر نقطة تحول مهمة في العمليات الجوية المعقدة، حيث يعمل وجود طائرة F-35 على تعزيز قدرات الطائرات القديمة المشاركة في نفس المهمة. وتُعرف الطائرة، المصممة للتهرب من الرادار، بأنها الأكثر تطوراً في الأجواء.
ومع ذلك، تعد طائرة F-35 واحدة من أغلى الطائرات في العالم، حيث يبلغ سعرها حوالي 80 مليون دولار. ويشير سلاح الجو الأمريكي إلى أن طراز F-35A قادر على تحمل قوة الجاذبية تصل إلى 9G، ما يعني قدرتها على العمل في بيئات تكون فيها قوة الجاذبية أعلى بـ 9 مرات من المعتاد.
يُعد برنامج F-35 أكبر وأغلى برنامج أسلحة من نوعه في العالم، ويُتوقع أن يستمر من 30 إلى 40 عاماً.
مخاوف بشأن أداء البرنامج
أشار تقرير اختبار شامل للبنتاغون تم رفع السرية عنه في نوفمبر 2024، إلى مخاوف تتعلق بتأخيرات الصيانة، وعدم دقة بعض الأسلحة، وقدرات الدفاع السيبراني. ووفقاً لبلومبرغ، تضمنت المشاكل إرسال نظام التشخيص الذاتي للطائرة إنذارات كاذبة بشكل متكرر، واستغراق الإصلاحات ضعف الوقت المخطط له على الأقل.
ما هي الدول التي تمتلكها؟
إلى جانب الولايات المتحدة، هناك 19 دولة أخرى تفضل طائرات F-35. ووفقا لبرنامج F-35، يُتوقع أن يتجاوز عدد الطائرات في أوروبا 550 طائرة بحلول عام 2030، وفي منطقة المحيطين الهندي والهادئ 300 طائرة بحلول عام 2035.
تشمل الدول المشاركة في البرنامج كشركاء: الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وهولندا، وكندا، وأستراليا، والدنمارك، والنرويج.
أما الدول التي تم تسليمها طائرات من الجيل الخامس فهي: إسرائيل، واليابان، وكوريا الجنوبية، وبلجيكا، وبولندا، وسنغافورة، وفنلندا، وسويسرا، وألمانيا، واليونان، ورومانيا، والجمهورية التشيكية.
لماذا تم إخراج تركيا من برنامج F-35؟
انضمت تركيا إلى مشروع طائرة F-35A Lightning II، التي طورتها شركة لوكهيد مارتن، في عام 2002. وضم البرنامج، إلى جانب تركيا، الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، وهولندا، وأستراليا، والدنمارك، وكندا، والنرويج.
قامت تركيا بتوريد بعض أجزاء طائرات F-35، وطلبت شراء 100 طائرة لإضافتها إلى أسطولها. وصرح وزير الدفاع السابق، عصمت يلماز، في عام 2014 بأن تركيا ستدفع 25 مليار دولار مقابل الطائرات.
وفي عام 2018، تم منح تركيا ملكية أربع طائرات F-35، لكنها بقيت في الولايات المتحدة ضمن برامج تدريب شارك فيها طيارون أتراك. كما تم لاحقاً منحها ملكية طائرتين إضافيتين.
ومع ذلك، قام بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي بمحاولات لتقييد مبيعات F-35 والمعدات العسكرية بشكل عام إلى تركيا، بذريعة تدهور الديمقراطية فيها، واحتجاز بعض المواطنين الأمريكيين، وشراء أنظمة الدفاع الجوي S-400 من روسيا.
وفي النهاية، وقع الرئيس الأمريكي حينها، دونالد ترامب، في أغسطس 2018 على مشروع قانون يوقف تسليم طائرات F-35 لتركيا مؤقتا. ولم تنقل الطائرات الست إلى تركيا، وتم إخراج البلاد من البرنامج. وبحلول ديسمبر 2020، كانت الولايات المتحدة قد وجدت موردين جددا لجميع الأجزاء الـ 1005 التي كانت تنتجها تركيا ضمن البرنامج.