أنقرة (زمان التركية) -أفادت البروفيسورة الدكتورة تيجن آجار، إحدى المتخصصات في عيادة الإقلاع عن التدخين بكلية الطب في جامعة قفقاس كارص، أن نصف الرجال وواحدة من كل أربع نساء فوق سن 15 عاما في تركيا يدخنون. وأضافت الدكتورة آجار أنها تتوقع انخفاض معدلات التدخين بفضل برنامج مكافحة التدخين الذي تنفذه وزارة الصحة.
يُعد التدخين أحد أهم المشكلات الصحية والإدمان في تركيا، ويجري العمل على الوقاية منه في مركز كارص قفقاس للصحة والبحوث والتطبيقات التابع للجامعة. يتم إجراء اختبار “فاجرستروم لتقييم الاعتماد على النيكوتين” لتحديد مستوى الإدمان لدى المتقدمين للإقلاع عن التدخين، ويتم تصميم برامج علاجية مخصصة بناء على نتائج الاختبار.
أكدت البروفيسورة آجار أن العيادة تقدم الدعم اللازم للراغبين في الإقلاع عن التدخين، مشيرة إلى أن وزارة الصحة توفر الأدوية مجانا. وقالت في تصريحاتها:
“في إطار برنامج مكافحة التدخين التابع لوزارة الصحة، يوجد حوالي 560 عيادة للإقلاع عن التدخين في جميع أنحاء البلاد. يمكن للأفراد الاتصال مباشرة بخط ‘ألو 171’ لتحديد موعد أو لمعرفة أقرب عيادة للإقلاع عن التدخين في مناطقهم، ويمكنهم أيضا طلب تحديد الموعد من خلال هذا الخط. بل إنه يمكن الحصول على خدمات الإقلاع عن التدخين عبر الهاتف من خلال الاتصال بـ ‘ألو 171’. هذا الدعم الاحترافي يمكن أن يجعل عملية الإقلاع عن التدخين أسهل بكثير، حيث يتم تقييم الحالة الصحية للأفراد بشكل شامل، مما يساعدهم على خوض عملية إقلاع احترافية. أنصح بشدة بأخذ المساعدة الاحترافية، فهذه العيادات موجودة لهذا الغرض. نحن هنا نجري جميع الفحوصات اللازمة ونبدأ عملية الإقلاع عن التدخين. إذا لزم الأمر، توفر وزارة الصحة الأدوية مجانا. نتابع المرضى بشكل دوري لمدة عام، وقد تكون المتابعة وجها لوجه، أو عبر الهاتف، أو حتى باستخدام الطب عن بُعد في بعض الحالات.”
وأشارت الدكتورة آجار إلى أن نصف الرجال وواحدة من كل أربع نساء فوق سن 15 عاما في تركيا يدخنون، وقالت: “للأسف، ارتفعت معدلات التدخين في بلادنا، لكن نأمل أن نشهد انخفاضا في هذه النسب خلال السنوات القليلة القادمة بفضل برامج مكافحة التدخين الجديدة. زيادة عدد الراغبين في الإقلاع عن التدخين وتقديمهم للعيادات للحصول على الدعم سيكون له تأثير إيجابي كبير على الأطفال والشباب.”
تقدم نامق كمال تكل (62 عامًا) وزوجته نوراي إلى عيادة الإقلاع عن التدخين بكلية الطب في جامعة قفقاس ونجحا في التخلص من الإدمان. وقال تكل، الذي كان يدخن ما يقرب من ثلاث علب يوميا لمدة 45 عاما: “لم يكن لدي نية للإقلاع عن التدخين. أعاني من مشكلات صحية، أنا مريض قلب ولدي دعامة في قلبي، ومع ذلك لم أكن أرغب في الإقلاع. لكن بتشجيع من أبنائي وزوجتي، جئت إلى هنا. بعد لقائي بالدكتورة تيجن، قررت الإقلاع. كنت أدخن ثلاث علب يوميًا. أبنائي الاثنان يدخنان أيضا، لقد اقتدوا بي وبدأوا التدخين. زوجتي بدأت التدخين بسببي أيضا. جئنا معا، حصلنا على الدعم، وأقلعنا عن التدخين. نحن الآن نحاول جاهدين مساعدة أبنائنا على الإقلاع أيضا.”
أما أوزلم إيكيز، التي بدأت التدخين تقليدا لأصدقائها، فقالت: “دخنت لمدة 25 عامًا وأقلعت عن التدخين قبل عامين. بدأت التدخين بسبب تأثري بأصدقائي، حاولت الإقلاع عدة مرات، ونجحت أخيرا. في الماضي، أقلعت لمدة ثلاثة أشهر، أسبوع، أو عشرة أيام، لكن الحمد لله، منذ عامين لم أدخن ولو سيجارة واحدة. بعد الإقلاع، أشعر بسعادة وصحة ونشاط. دائمًا ما أحاول إقناع الشباب، وخاصة الطلاب، بالإقلاع عن التدخين وتوجيههم نحو ذلك.”