أنقرة (زمان التركية) – تأسست قاعدة باغرام الجوية في مقاطعة بيرفان الأفغانية لأول مرة في الخمسينيات بمساعدة الاتحاد السوفيتي.
وخلال الغزو السوفيتي لأفغانستان في 1979-1989، أصبحت القاعدة المركز الرئيسي للعمليات الجوية السوفيتية، حيث تم شن الآلاف من الهجمات ضد المتمردين الأفغان.
بعد سقوط حكومة نجيب الله وبدء الحرب الأهلية، انتقلت السيطرة على قاعدة باغرام عدة مرات بين مجموعات مختلفة.
وفي نهاية المطاف، تم ترميمها مع وصول القوات الأمريكية وقوات حلف شمال الأطلسي وأصبحت واحدة من أكثر المرافق العسكرية الاستراتيجية في العالم.
وكانت قاعدة باغرام الجوية أكبر قاعدة تسيطر عليها قوات الاحتلال الأمريكية في أفغانستان بعد أن جعلتها قابلة للاستخدام.
وتحت سيطرة الولايات المتحدة، كان لقاعدة باغرام مدرجان بطول ثلاث كيلومترات مما يمكِّن الطائرات الحربية والقاذفات وطائرات النقل الكبيرة من الهبوط.
ويُشار إلى القاعدة باسم “مدينة عسكرية” نظرا لحجمها، حيث أقيمت مئات الحاويات والملاجئ والمطاعم والمستشفيات والمحلات التجارية وحتى الصالات الرياضية داخل قاعدة باغرام بعد الغزو الأمريكي لأفغانستان.
على الرغم من أن الجدران الخرسانية والأسلاك الشائكة تذكرهم باستمرار بالجبهة، فإن باغرام أصبحت “موطنا ثانيا” للعديد من الجنود الأمريكيين.
ويؤكد المحلل السياسي الأفغاني فضل من الله ممتاز أن قاعدة باغرام الجوية شديدة الأهمية قائلا: ” حتى قبل الأمريكيين، كان السوفييت قد ركزوا عليها بشكل كبير للحفاظ على سيطرتهم على المنطقة “.
خلال العقدين الماضيين، زار ثلاثة رؤساء أمريكيين القاعدة ألا وهو جورج بوش الابن وباراك أوباما ودونالد ترامب، كما زار جو بايدن القاعدة أثناء عمله كنائب للرئيس في عام 2011.
وفي صيف عام 2021، قبل وقت قصير من وصول الإمارة الإسلامية إلى السلطة، تخلت القوات الأمريكية عن قاعدة باغرام في مواجهة تقدم طالبان.
وذكر المحلل السياسي سيد عبد الله صادق أن أفغانستان بحد ذاتها نقطة استراتيجية بحد ذاتها وأن قاعدة باغرام أحد أكبر وأهم المطارات التي تم الاستيلاء عليها بعد وصول الأمريكيين.
“غوانتانامو أفغانستان”
باغرام لم تكن مجرد قاعدة عسكرية، بل إن سجنها سيئ السمعة مشهورا دوليا، إذ تم اعتقال مئات الأفغان المشتبه في صلتهم بالإمارة الإسلامية أو تنظيم القاعدة واستجوابهم واحتجازهم في زنزانات لسنوات دون تهمة.
وذكرت العديد من التقارير أن التعذيب والظروف القاسية من باغرام جعل الكثيرين يطلقون عليه “غوانتانامو أفغانستان”.
وأفاد المحلل العسكري أحمد خان إندر أن الأمريكان قاموا ببناء سجن داخل هذه القاعدة وجلب الأفغان الذين وصفوهم بأنصار القاعدة وطالبان إليه وأخضعوهم للتعذيب الوحشي.
هذا ويزعم ترامب سيطرة الصين على هذه القاعدة الاستراتيجية، بينما تخضع قاعدة باغرام الجوية حاليا لسيطرة قوات جيش إمارة أفغانستان الإسلامية وتستخدم كمركز عسكري.