أنقرة (زمان التركية) – قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن لقائه مع الرئيس دونالد ترامب في البيت الأبيض على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة “كان زيارة جيدة جدًا لا يمكن تشويهها”، ووصف ترامب الاجتماع بأنه “رائع”، إلا أن الخبراء أشاروا إلى أن القمة لم تسفر عن أي نتائج ملموسة لتركيا.
وذكر الباحث في السياسات الأمنية التركي، بوراك يلدريم، في تقييمه للاجتماع، أن تركيا تواجه باستمرار عقبات في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة.
وقال يلدريم: “لقد انكشفت الصورة؛ مهما فعلنا، سنواجه وضعًا جديدًا. عادت مسألة العقوبات الروسية، التي ظلوا يكتنفونها لفترة طويلة، إلى جدول الأعمال”.
وأكد يلدريم صعوبة العودة إلى برنامج تصنيع مقاتلات إف-35، وصرح بالقول: “لقد ملأوا فراغنا بمصنعين أوروبيين. ولكي نعود كشريك مصنع، يجب تجديد اتفاقية المشروع واعتماد لوائح قانونية جديدة في الولايات المتحدة, في هذه الحالة، يمكن تعريفنا كعميل، وليس كشركة مصنعة. ومع ذلك، فقد تم تحديد شروط ذلك بالمشاركة في العقوبات المفروضة على هيبلي آدا وروسيا”.
غموض بشأن طائرات إف-16 وكآن
كما تطرق يلدريم إلى الوضع المتعلق بشراء طائرات إف-16، قائلا: “هناك غموض ينبع من تركيا بشأن طائرة إف-16. بعد سنوات، أدركت الحكومة أخيرًا أن شراء محركات لمقاتلات قآن KAAN -المحلية- بدلاً من إف-16 سيكون أكثر منطقية. إلا أن هذا الإدراك قوبل برد فعل سلبي من الولايات المتحدة.”
وأكد يلدريم أن مشروع قآن أكثر استراتيجية لتركيا، وقال: “ستتجاوز القدرات التي ستكتسبها كآن بكثير قدرات طائرات إف-16. مع هذه الفكرة الجديدة، دخلت مسألة إف-16 مرحلة جديدة من الغموض. كان من المقرر أيضًا شراء أكثر من 1000 طلقة ذخيرة مع هذا الشراء. أعتقد أن شراء الذخيرة أهم من طائرة إف-16.”
عقوبات (كاتسا) وملف بنك خلق
صرح يلدريم بأن موقف ترامب من عقوبات قانون مكافحة أعداء أميركا من خلال العقوبات غامض، قائلًا: “بإمكان ترامب رفع هذه العقوبات إن رغب، لكن مثل هذا القرار سيواجه تحدياته. قد يؤدي تجاوز الكونجرس إلى معارضة قرارات أخرى من قبل جماعات الضغط اليونانية والإسرائيلية والأرمنية. وللتغلب على هذا، طُلب من أردوغان تقديم تنازلات كبيرة”.
فيما يتعلق بقضية عقوبات بنك خلق المتورط في التحايل على العقةبات الأمريكية على إيران، قال يلدريم “لا أعتقد أن الولايات المتحدة ستتخلى بسهولة عن ورقة بنك خلق الرابحة. يرتبط ملف بنك خلق ارتباطًا مباشرًا بالعديد من القضايا، وإغلاقه صعبٌ أصلًا بموجب القانون المحلي الأمريكي. كان من الممكن التوصل إلى تسوية قبل إحالة القضية إلى المحكمة.
هيبلي آدا
وبينما كان يستعد للسفر إلى الولايات المتحدة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال أردوغان: “فيما يتعلق بمدرسة هيبلي آدا، نحن مستعدون للقيام بكل ما يلزم. وعند عودتي، سأجد فرصة لمناقشة هذا الموضوع مع البطريرك بارثولوميوس”.
وصرح يلدريم بأن قضية مدرسة هيبلي آدا الدينية وهي مدرسة رهبان تاريخية، في جزيرة “هيبلي أدا” أغلقت عام 1971، قضية حساسة بالنسبة لتركيا، قائلاً: مدرسة هيبلي آدا الدينية جزء من عملية ترشحنا للاتحاد الأوروبي. كانت اليونان تدرس اتخاذ خطوات بناءً على موقفها ضد أتراك تراقيا الغربية. إلا أن ترامب طالب بمثل هذا التنازل لإسكات الجماعات المعادية لتركيا في الكونجرس وإضعاف اعتراضات هذه الجماعات.
وأضاف: إن أي خطوة قد تعزز ادعاء البطريرك بالمكانة المسكونية أمر لا ينبغي لتركيا قبوله أبدًا. يجب ألا تُفتتح هذه المدرسة إلا بالتزامن مع التعليم الوطني التركي.
صرح يلدريم بأن قضية مدرسة هيبلي آدا الدينية كانت قضية حساسة بالنسبة لتركيا قبل زيارة أردوغان للولايات المتحدة. وذكر أن هذا التغيير من شأنه أن يُرجّح كفة الميزان التجاري لصالح تركيا، وقال “قبل أن نذهب إلى الولايات المتحدة، قد نستورد المزيد من المنتجات الزراعية منها بسبب تغييرات أردوغان في التعريفات الجمركية. سيُثقل هذا كاهل المنتجين المحليين بشكل واضح. علاوة على ذلك، ستنخفض قدرتنا التنافسية في صادرات الصلب. ورغم أن لدينا فائضًا في تجارتنا الخارجية مع الولايات المتحدة، إلا أن هذا الوضع لن يضرّ بنا”.
سبعة أسئلة تنتظر إجابات…
بعد القمة، لا تزال العديد من الأسئلة المهمة التي تحظى باهتمام الرأي العام في تركيا، لا تزال غير واضحة…
- برنامج إف-35 : هل ستُعاد تركيا إلى مشروع مقاتلات إف-35، الذي دفعت ثمنه ولم تستلمه بعد؟
- شراء جديد لطائرات إف-16: هل تم التوصل إلى اتفاق بشأن مقاتلات إف-16 وقطع غيارها المطلوبة من الولايات المتحدة؟
- عقوبات قانون مكافحة أعداء أمريكا من خلال العقوبات: هل سترفع الولايات المتحدة العقوبات التي فرضتها على تركيا؟
- قضية بنك خلق : كيف ستنتهي هذه القضية، وهل ستستمر في الضغط على الاقتصاد التركي؟
- مدرسة هيبلي آدا : ماذا يعني تصريح أردوغان “نحن مستعدون لفعل كل ما يلزم”؟
- شراء بوينغ : كم عدد طائرات بوينغ التي ستشتريها تركيا من الولايات المتحدة؟
- التوازن الاقتصادي : ما الذي ستشتريه الولايات المتحدة من تركيا، وما هي أرباح تركيا؟
