أنقرة (زمان التركية) – كشفت إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا، عن تفاصيل غير مسبوقة للمفاوضات الجارية مع الحكومة السورية، أبرزها عرض دمشق منصب وزير الدفاع أو رئيس هيئة الأركان على القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي.
جاء هذا الكشف خلال مقابلة مع صحيفة “المجلة”، حيث أوضحت أحمد أن العروض بتولي مناصب سيادية في هيكل الدولة السورية “أمر طبيعي”، مؤكدة على أهمية تمثيل المنطقة وتنوعها الثقافي في إدارة الحكم بدمشق.
أشارت أحمد إلى أن المفاوضات الحالية تستند إلى اتفاق 10 آذار/مارس بين الرئيس السوري أحمد الشرع واللواء مظلوم عبدي، مع التركيز على حل أبرز نقطتين خلافيتين، اولهما مستقبل العلاقة بين قوات سوريا الديمقراطية والجيش السوري، وثانيهما طبيعة العلاقة بين الإدارة الذاتية والنظام المركزي، في إطار نموذج لامركزي.
ولفتت إلى أن الإدارة الذاتية عرضت رؤيتها ووافقت على تشكيل لجان خبراء لوضع جدول زمني لحل القضايا العالقة.
فيما يتعلق بمصير أكثر من 100 ألف عنصر في قوات سوريا الديمقراطية وقوات الأمن، أشارت أحمد إلى إمكانية تشكيل “فيلاق” ضمن الجيش السوري، محذرة من أن “التغييرات المباشرة قد تكون لها عواقب سلبية”، وأن عملية الدمج يجب أن تكون “تدريجية”.
تطرقت أحمد إلى مستقبل ما يقارب 13 ألف مقاتلة في وحدات حماية المرأة (YPJ)، مؤكدة أن دورهن في مكافحة الإرهاب “استراتيجي”. وأوضحت أنه رغم عدم اعتراف الهيكل العسكري الحالي بدور المرأة بشكل كامل، فإن الوحدات ستواصل مهامها ضمن ترتيبات أمنية محلية في شمال شرق سوريا.
وشددت إلهام أحمد على أن النظام اللامركزي “ضروري للغاية” لحفظ وحدة سوريا، منتقدة الأنظمة المركزية السابقة التي “دمرت الهويات المحلية”. واقترحت نظامًا برلمانيًا بمجلسين: أحدهما للمحافظات والآخر تمثيلي شعبي، مع ضمان حقوق مثل التعليم باللغة الأم وتمثيل المرأة.
كما أعربت عن أملها في أن تلتقي لجان الخبراء هذا الشهر، لكنها لفتت إلى أن دمشق لم ترد بعد. كما علقت على التصريحات المنسوبة للوزير الشعارة بخصوص مهلة تركية لنهاية العام، واصفة إياها بأنها “غير واقعية”، ومشيرة إلى أن خبرة سوريا في الصراعات تطول لأكثر من عام.
هذه التصريحات تكشف عن منعطف تاريخي في المفاوضات السورية-السورية، حيث تتحول القضية من نقاش حول الصلاحيات إلى مفاوضات حول المشاركة في قلب مؤسسات الدولة، مع بقاء التفاصيل العسكرية والأمنية هي التحدي الأكبر.