أنقرة (زمان التركية) – أثارت تقارير إعلامية إسرائيلية ويونانية مخاوف دعم تركي لأسطول “الصمود العالمي” المتوجه إلى قطاع غزة، حيث زعمت أن طائرات مسيرة تركية وفرقاطة عسكرية تقوم بمرافقة الأسطول في مياه شرق البحر المتوسط. وجاء في هذه التقارير أن طائرة مسيرة تركية تحمل رمز النداء “VATOZ21” حلقت بشكل متكرر فوق الأسطول قبالة سواحل جزيرة كريت، في إطار ما وصفه المصادر الإسرائيلية بدعم مباشر للعملية.
يُذكر أن أسطول الصمود العالمي، الذي يهدف إلى كسر الحصار عن غزة وإيصال المساعدات الإنسانية، كان قد غادر سواحل جزيرة كريت بعد توقفه قرب جزيرة كوفونيسيا اليونانية. وأفادت التقارير بأن الأسطول واصل تقدمه حتى صباح الأحد، حيث قطع مسافة 55 ميلاً بحرياً متجهاً نحو ساحل غزة. وقد أصدر المنظمون بياناً جاء فيه: “وصلت المحطة الأخيرة، بعد أسابيع من الإبحار يبحر الأسطول بدعاء الملايين وآمال أطفال غزة”.
وفقاً لصحيفة “جيروزالم بوست” الإسرائيلية، فقد نشرت تركيا طائرات مسيرة عالية الارتفاع وطويلة المدى في المنطقة خلال اليومين الماضيين. وأشارت التحليلات إلى أن الطائرات المسيرة من نوع “أنكا-إس” التركية الصنع يمكنها البقاء في الجو لمدة تصل إلى 30 ساعة والعمل على ارتفاع 30 ألف قدم، مما يمكنها من المراقبة دون أن يتم اكتشافها. وقد جذبت الطائرات المسيرة التركية من نوعي “أنكا” و”بيرقدار” الانتباه ليس فقط لقدراتها في المراقبة، بل أيضاً لإمكانياتها في الاستطلاع بعيد المدى والحرب الإلكترونية.
في الوقت نفسه، أفادت تقارير يونانية بوجود فرقاطة تركية في المنطقة، بينما يقوم خفر السواحل اليوناني بمراقبة مكثفة للأسطول. كما زعمت مصادر أن طائرات يونانية من طراز F-16 كانت تحلق بالقرب من الأسطول. وأضافت التقارير أن إيطاليا وإسبانيا أعلنتا عن إرسال سفن حربية لمراقبة ودعم أسطول المساعدات، حيث أرسلت إيطاليا سفينة ثانية وصلت إحداها إلى المنطقة في 25 سبتمبر/أيلول. كما أضافت منظمة “الطوارئ” غير الحكومية سفينة الدعم الكبيرة “دعم الحياة” إلى أسطولها.
يبعد الأسطول حالياً حوالي 400 ميل بحري عن غزة، ومن المتوقع أن يصل إلى السواحل الفلسطينية خلال ثلاثة أيام على الأقل بسرعته الحالية. لكن التوقفات المحتملة في مصر قد تطيل مدة الرحلة لعدة أيام إضافية. وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن وصول الأسطول قد يتزامن مع عيد يوم الغفران، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات في المنطقة.
في سياق متصل، لوحظ أن تركيا ومصر أجرتا مؤخراً مناورات بحرية في شرق البحر المتوسط، بينما أثارت جولة الأسطول الأخيرة نحو ميناء الإسكندرية تساؤلات حول إمكانية توقفه في مصر قبل التوجه مباشرة إلى غزة. وكشفت هذه التطورات عن تحالف غير معلن بين إسرائيل واليونان والإدارة القبرصية اليونانية ضد أسطول الصمود، في مشهد يعكس تعقيد التوازنات الإقليمية في شرق المتوسط.