أنقرة (زمان التركية) أعلن رئيس جمهورية شمال قبرص التركية، إرسين تتار، إغلاق مباحثات “الاتحاد الفيدرالي” في القضية القبرصية بشكل قاطع، مؤكدًا أن أنقرة ستسعى من الآن فصاعدًا لنموذج حل الدولتين كخيار وحيد.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده تتار خلال عودته إلى البلاد بعد مشاركته في اجتماع ثلاثي بنيويورك تحت رعاية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ضم أيضًا زعيم الإدارة القبرصية اليونانية نيكوس خريستودوليدس.
أوضح تتار أن الجانب القبرصي اليوناني طالب خلال الاجتماع باستئناف المفاوضات من نقطة توقفها في كرانس مونتانا السويسرية عام 2017، لكنه أعلن رفضه القاطع لهذا المطلب، قائلاً: “أبلغنا الأمم المتحدة بأن ملف الاتحاد الفيدرالي قد أُغلق”.
وأكد رئيس جمهورية شمال قبرص التركية أن موقفهم “واقعي وواضح”، مشددًا على أنهم “سيواصلون من الآن فصاعدًا السعي لنموذج حل الدولتين، مع وضع دولي سيادي ومتساوٍ للطرفين في قضية قبرص”.
كما انتقد تتار الممارسات القبرصية اليونانية التي قال إنها “تتعارض مع المناخ الإيجابي”، مشيرًا بشكل خاص إلى: اعتقال مستثمرين من شمال قبرص وإبلاغ الإنتربول، في انتهاكٍ لحقوق الإنسان، بجانب محاولات رئيس قبرص اليونانية نيكوس خريستودوليدس الحد من تدفق الطلاب إلى جامعات شمال قبرص، وتحدث كذلك عن جهود الإدارة القبرصية اليونانية المستمرة لزيادة القيود على القبارصة الأتراك.
يُعد هذا الإعلان تحولاً استراتيجيًا في الموقف التفاوضي لجمهورية شمال قبرص التركية، حيث تنتقل بشكل رسمي من نموذج الدولة الفيدرالية الموحدة إلى نموذج حل الدولتين المنفصلتين، في خطوة من شأنها إعادة تشكيل المشهد السياسي للقضية القبرصية برمتها.
ويبدو أن هذا التوجه الجديد يحظى بدعم تركي كامل، خاصة في ظل التأكيدات المتكررة من أنقرة على ضرورة الاعتراف بالكيان القبرصي التركي كطرف متساوٍ في أي حل مستقبلي.