أنقرة (زمان التركية)- أثارت الادعاءات الحكومية حول المشاريع الدفاعية والصناعية المحلية في تركيا، والتي تشمل الطائرة المقاتلة KAAN، والدبابة ALTAY، والسيارة الكهربائية TOGG، جدلًا واسعًا بعد الكشف عن اعتمادها الكبير على مكونات أجنبية. وانتقد نواب من حزب الشعب الجمهوري هذه المشاريع، معتبرين أن الترويج لها كـ”محلية الصنع” يتضمن تضليلًا للرأي العام.
الطائرة KAAN: محرك أمريكي وتحديات في الإنتاج
كشف وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، أن المحرك المستخدم في الطائرة المقاتلة KAAN، التي كان يُفترض أن تحل محل طائرة F-16، يتم شراؤه من الولايات المتحدة. ومع تعليق الولايات المتحدة ترخيص تصدير هذه المحركات، أصبح إنتاج الطائرة متعذرًا في الوقت الحالي. وعلى الرغم من تصريحات المدير العام لشركة TAI، محمد ديمير أوغلو، التي وصف فيها KAAN بأنها “متقدمة بخطوة عن F-35” بفضل محركيها وقدراتها في التخفي ورادارها الذي يصل مداه إلى 180-200 كيلومتر، إلا أن الطائرة لا تزال غير قادرة على الطيران بسبب نقص المحركات.
دبابة ALTAY: محرك ألماني وعقبات التصنيع
تُواجه دبابة ALTAY، التي تُروَّج لها كمشروع وطني، تحديات مماثلة. كشفت الانتقادات أن محرك الدبابة كان من المقرر استيراده من ألمانيا، لكن الشركة الألمانية رفضت توفيره. كما أثير الجدل حول نقل ملكية مصنع مسارات الدبابات في صقاريا إلى قطر لمدة 25 عامًا مقابل استثمار بقيمة 50 مليون دولار، مما ترك المشروع في حالة من الإهمال وعدم التقدم.
سيارة TOGG: مكونات أجنبية بالكامل
تم تسويق السيارة الكهربائية TOGG كرمز للإنتاج المحلي، لكن الكشف عن مصادر مكوناتها أثار تساؤلات. فالمحرك يُصنع من قبل شركة Bosch الألمانية، والبطارية من إنتاج شركة Siro الصينية، بينما صُمم الشاسيه من قبل شركة Mira البريطانية، وتولت شركة Pininfarina الإيطالية تصميم الهيكل. كما قامت شركة Edag الألمانية بدمج هذه المكونات، مما يجعل السيارة بعيدة عن كونها “محلية الصنع”.
وانتقد نائب حزب الشعب الجمهوري عن تشاناكالي، أوزغور جيلان، الاعتماد على التكنولوجيا الأجنبية، مؤكدًا أن “الاستقلال التام يتطلب تطوير طائراتنا ومحركاتنا الخاصة”. كما اتهم نائب الحزب عن كهرمان مرعش، علي أوزتونتش، الحكومة بتقديم وعود انتخابية مضللة للتلاعب بالرأي العام، مشيرًا إلى أن هذه الحقائق تكشف زيف الادعاءات حول المشاريع “الوطنية”.
صفقات تصدير مثيرة للجدل
في 26 يوليو/تموز 2025، أُعلن عن بيع طائرات KAAN إلى إندونيسيا بحضور مسؤولين أتراك وإندونيسيين، بمن فيهم رئيس الصناعات الدفاعية هالوك غورغون ووزير الدفاع الإندونيسي سجعفري شمس الدين. ومع ذلك، أثارت هذه الصفقة تساؤلات حول جدواها في ظل عدم قدرة الطائرة على الطيران بسبب نقص المحركات. كما أن تركيا دفعت 1.4 مليار دولار لشراء طائرات F-35، لكن المفاوضات الأخيرة مع الولايات المتحدة لم تُظهر تقدمًا ملموسًا، مع استمرار عدم اليقين بشأن تحديث طائرات F-16.