الخرطوم (زمان التركية)ــ أطلقت وزارة الزراعة والري السودانية، إنذارًا أحمر يُعدّ الثاني من نوعه خلال فترة زمنية قصيرة لم تتجاوز اثنتين وسبعين ساعة، وذلك لست ولايات ممتدة على طول الشريط النيلي، محذّرة من فيضانات وشيكة وصفتها بالخطيرة، نتيجة الزيادة الكبيرة في كميات المياه الواردة من النيلين الأزرق والأبيض، وهي زيادات غير مألوفة، تأتي قبل اكتمال مشروع سد النهضة الإثيوبي.
وأوضحت وحدة الإنذار المبكر التابعة لإدارة شؤون مياه النيل بوزارة الزراعة والري، يوم الاثنين، أن الإنذار يتضمن مستوى خطورة “عالٍ جدًا”، ويستوجب من السلطات المختصة والسكان اتخاذ أقصى درجات الحيطة والتدابير اللازمة لتفادي الأضرار المحتملة. وشمل الإنذار ولايات النيل الأزرق وسنار والجزيرة والخرطوم ونهر النيل والنيل الأبيض، حيث يمتد سريانه من صباح الاثنين وحتى مساء الأربعاء، مع التشديد على ضرورة الابتعاد عن المناطق المنخفضة والوديان، وكذلك تجنّب الطرق التي يمكن أن تغمرها المياه بفعل الفيضانات.
ويُذكر أن السودان يمرّ في العادة خلال أشهر أيار/مايو إلى آب/أغسطس من كل عام بموسم أمطار غزيرة تؤدي إلى سيول جارفة وفيضانات واسعة النطاق، تسفر عن أضرار جسيمة تلحق بالبنى التحتية والطرق والمساكن، كما تتسبب في خسائر كبيرة للمحاصيل الزراعية وتشريد عدد كبير من الأسر. وتبلغ مناسيب نهر النيل خلال تلك الفترة ذروتها عادة في شهر آب/أغسطس، وتستمر في الارتفاع حتى منتصف أيلول/سبتمبر، ثم تبدأ بالانخفاض تدريجيًا.
غير أن ما يلفت الانتباه هذا العام هو أن الفيضانات حدثت في وقت غير متوقع، إذ جاءت مع نهاية شهر أيلول/سبتمبر، وهو توقيت غير معتاد قبل اكتمال مشروع سد النهضة الإثيوبي وافتتاحه.
— ayman zizo (@aymanzizo64) September 28, 2025
وفي هذا السياق، عزا رئيس الجهاز الفني للموارد المائية بوزارة الزراعة والري، المهندس صالح حمد، الارتفاع الملحوظ في مناسيب النيل إلى الزيادة في الإيرادات المائية المتدفقة من سد النهضة عقب الملء الكامل له أثناء حفل الافتتاح، حيث برزت الحاجة بعد ذلك إلى تخفيض مستوى البحيرة، مما استدعى تمرير كميات كبيرة من المياه نحو مجرى النيل.
وأشار حمد إلى أن هذا الأمر يعني عمليًا تمرير جميع الكميات الواردة إلى السد يوميًا دون تخزينها، وهي كميات سجلت زيادة تفوق المعدلات المعتادة خلال مثل هذه الفترة من العام. وأضاف أن السحب من بحيرة السد تراوح بين 150 و250 مليون متر مكعب يوميًا، في حين أن متوسط الإيراد اليومي للنيل الأزرق في مثل هذه الأيام من الأعوام السابقة كان يتراوح بين 450 و500 مليون متر مكعب. أما خلال الأيام القليلة الماضية فقد ارتفعت الكمية إلى نحو 750 مليون متر مكعب يوميًا، بينما كان الحد الأقصى للفيضان في النيل الأزرق قبل إنشاء السد يبلغ نحو 950 مليون متر مكعب في اليوم.
فيضان نهر النيل الأزرق يجتاح مناطق جنوب الخرطوم – السودان 🇸🇩⚠️#Sudan
29-9-2025 pic.twitter.com/yMUNR76def— طقس_العالم ⚡️ (@Arab_Storms) September 29, 2025