أنقرة (زمان التركية) – ناقش عثمان سرت، الكاتب في صحيفة “قرار” التركية، الجدل المثار حول صورة التقطت خلال حفل افتتاح العام التشريعي بالبرلمان التركي، والتي جمعت الرئيس رجب طيب أردوغان، زعيم حزب العدالة والتنمية، مع عدد من رؤساء أحزاب المعارضة. وأشار سرت إلى أن سبب غياب حزب الشعب الجمهوري، بقيادة أوزغور أوزيل، عن هذه الصورة لا يمكن تحميل مسؤوليته بالكامل للحزب.
أكد سرت أن “تركيا تعاني من ركود سياسي عميق لا يمكن معالجته بصورة رمزية واحدة”. وأوضح أن العملية السياسية التي أعقبت تولي أوزغور أوزيل قيادة حزب الشعب الجمهوري تجعل من غير المنطقي تحميل المعارضة مسؤولية غيابها عن هذا الحدث. وأضاف: “الأزمة النفسية الناتجة عن الاختناق السياسي في تركيا لن تُحل بمجرد التقاط صورة.”
شدد سرت على أن تركيا بحاجة إلى خطوات ملموسة تُظهر فعالية سيادة القانون، بدلاً من الاعتماد على لقاءات رمزية تفتقر إلى سياق أو أجندة واضحة.
وأشار إلى أن توقع تحقيق تطبيع سياسي دائم في ظل بيئة يهيمن فيها القضاء على دعم السلطة الحاكمة يظل غير واقعي. كما أثار تساؤلات حول إمكانية تحقيق تحسينات هيكلية ودائمة ضمن النموذج الحاكم الحالي، مؤكدًا أن الحل يكمن في سياسات جديدة تتناول المشكلات الحقيقية.
وقرر أكبر أحزاب المعارضة في تركيا مقاطعة احتفال البرلمان بالعام التشريعي احتجاجا على اعتقال عمد البلديات المنتمين للحزب وعلى رأسهم أكرم إمام أوغلو، عمدة بلدية إسطنبول، فيما لم يقرر الانضمام لهذا الاتجاه سوى حزب سياسي واحد صغير، بينما كان الحزب الكردي الذي لطالما صنف أردوغان قادته بالإرهابيين أبرز الحضور.
استشهد سرت بتجربة العام الماضي، التي استندت إلى مناخ سياسي جديد ناتج عن الانتخابات البلدية، مما جعلها ذات دلالة. لكنه حذر من أن محاولات هذا العام تبدو أقرب إلى “هندسة التواصل السياسي” بدلاً من تحول حقيقي. كما أشار إلى تجربة حزب العمال الكردستاني، التي بدأت بخطوة رمزية مماثلة، لكنه دعا إلى توخي الحذر استنادًا إلى تجارب الماضي.
اختتم سرت بالتأكيد على أن مصطلح “التطبيع” لا يرتقي إلى مستوى التحولات الهيكلية اللازمة لتحقيق تعافٍ سياسي واجتماعي واقتصادي في تركيا. وأكد أن الصور الرمزية، مثل تلك التي التقطت في حفل الاستقبال، لا يمكن أن تكون بديلاً عن حلول حقيقية للأزمات العميقة التي تواجهها البلاد.