أنقرة (زمان التركية) – شدد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، على أهمية حل قضية الدروز في سوريا بطريقة إيجابية ومقبولة للطرفين، مع الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها، كما شدد على ضرورة أن يكون هناك تسوية بين العناصر الكردية في شمال وشرق سوريا مع دمشق.
وفي تصريحات أدلى بها خلال برنامج على قناة TRT، علق فيدان على الانتخابات البرلمانية في سوريا، واصفًا إياها بـ”خطوة حاسمة” نحو بناء نظام جديد. وقال: “إعلان الحكومة وإجراء الانتخابات يمثلان مراحل أساسية لتأسيس النظام الجديد في سوريا. هذه الخطوات تتيح تعزيز المؤسسات، وتطوير البنية التحتية، والنهوض بالاقتصاد والطاقة، مما يشكل أولوية استراتيجية لتحقيق الاستقرار”.
وشدد الوزير على ضرورة القضاء على أي تهديدات للوحدة السورية، مشيرًا إلى أن وحدات حماية الشعب يجب أن توضح نواياها وتتوصل إلى اتفاق مع الحكومة في دمشق لضمان الأمن والاستقرار. وأضاف: “وحدة سوريا وتضامنها يرتبطان بشكل مباشر بأمننا القومي، لأن ما يحدث على حدودنا يؤثر على تركيا بشكل مباشر”.
وتم استثناء السويداء والحسكة والرقة من الانتخابات. وتخضع المناطق الثلاثة المستثناه من التصويت لسيطرة الإدراة الذاتية في شرق وشمال سوريا، ويأتي قرار الاستثناء مع عدم امتثال قوات سوريا الديمقراطية للاتفاقية الموقعة مع الرئيس المؤقت أحمد الشرع بشأن الانضمام إلى القوات الأمنية النظامية، والعمل تحت مظلة وزارة الدفاع السورية.
كما دعا فيدان إلى تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، مؤكدًا أن على الاتحاد الأوروبي اتخاذ خطوات إضافية لتسهيل الاستثمار والتمويل. وأشار إلى أن عودة بعض اللاجئين تساهم في تنشيط الاقتصاد السوري، معربًا عن أمله في استمرار هذا الاتجاه.
وحول مستقبل سوريا، حذر فيدان من السيناريوهات التي تهدد استقرار البلاد، مؤكدًا أن تركيا تعمل دبلوماسيًا لمنع مثل هذه المخاطر. وقال: “إذا تعرضت سوريا للخطر، فإن الاستثمار والاستقرار السياسي وعودة اللاجئين ستصبح مستحيلة. القيادة السورية الحالية تتمتع بشرعية دولية قوية، ويجب استغلال ذلك لبناء أرضية مستقرة”.
وأعلن فيدان عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، إلى تركيا يوم الأربعاء، معربًا عن تفاؤله بمستقبل سوريا. وأضاف: “رغم وجود بعض المخاطر، إلا أنها ليست مستعصية. تركيا تمتلك القوة القيادية والعمق الدبلوماسي لإدارة هذه التحديات. سنواصل العمل على تعزيز الاستقرار في المنطقة باستخدام أدواتنا الدبلوماسية”.