أنقرة (زمان التركية) – أكد خبراء أن تركيا ستكون لاعبًا محوريًا في قطاع غزة، حيث ستتولى أدوارًا حاسمة في إعادة الإعمار العسكري والسياسي، وتعزيز السلام في المنطقة، بعد عودة الجنود الأتراك إلى فلسطين لأول مرة منذ 105 سنوات.
واعتبر الخبراء هذه العودة تحولًا تاريخيًا يفتح فصلًا جديدًا. وأشار العميد المتقاعد عبد القادر أكتوران إلى أن هذا الإنجاز أثار حماسًا كبيرًا لدى الشعب التركي والعالم الإسلامي، مرتفعًا بمكانة تركيا إلى مستوى غير مسبوق.
وقال أكتوران: “تركيا لعبت دورًا حاسمًا في إحلال السلام، وستواصل قيادة جهود حفظ السلام بتمركز عسكري أكثر فعالية. لقد كسرت تركيا الحصار الإسرائيلي، وهي الآن على الأرض بمهمة جديدة. وجود تركيا في فلسطين يحمل دلالات عميقة، ويُشكل ضغطًا على إسرائيل. نحن الضامنون لحدث عالمي كبير، وهو استعراض لقوتنا، مع أهمية توازن القوى بين الأمم المتحدة والولايات المتحدة وروسيا والصين. جيشنا سيؤدي هذا الواجب النبيل بمسؤولية تاريخية”.
أكد الباحث السوري معين نعيم أن تركيا، رغم محاولات إسرائيل لعرقلة دورها كدولة ضامنة، أصبحت الطرف الرئيسي في المراحل السياسية والعسكرية وإعادة الإعمار في غزة. وأوضح أن تكلفة الدمار في القطاع تُقدر بحوالي 65 مليار دولار، مشيرًا إلى أن تركيا هي المرشح الأوحد لقيادة جهود إعادة الإعمار. وأضاف: “اسم تركيا يمثل رمزًا مميزًا في وقف إطلاق النار، وهو موقف حساس للغاية بالنسبة لإسرائيل”.
أشار الأدميرال جهاد يايجي إلى أن وجود جنود أتراك في غزة، حتى لو كان عددهم 50 جنديًا، يُغير المعادلة بشكل كامل. وقال: “فلسطين جارتنا البحرية، ومشاركتنا في قوة الاستقرار الدولية حدث تاريخي. تركيا أثبتت أنها قوة عظمى، وشعب غزة يكن لها حبًا وثقة كبيرين. لقد أظهرت تركيا موثوقيتها كوسيط في نزاعات مثل كاراباخ وليبيا والصومال وإثيوبيا”.
وأضاف يايجي أن إسرائيل، التي وصفها بـ”المنظمة الفاسدة” التي لا تلتزم بالاتفاقيات، تتطلب ضمانات فعالة تتضمن عقوبات صارمة. وأكد أن السلام والاستقرار في المنطقة لا يمكن تحقيقهما بدون دور تركيا، مشيرًا إلى دعم دول مثل باكستان وتأييد 160 دولة لفلسطين. وشدد على أهمية توقيع اتفاقية بحرية مع غزة، على غرار اتفاقية ليبيا، لتكريس الحقوق التاريخية والقانونية للقطاع.
تعود تركيا إلى فلسطين بدور قيادي في إحلال السلام وإعادة الإعمار، مؤكدة مكانتها كقوة عظمى موثوقة. مع وجودها العسكري والسياسي، تُشكل تركيا عاملًا حاسمًا في تغيير المعادلة الإقليمية، وسط ثقة شعبية واسعة ودعم دولي متزايد.