أنقرة (زمان التركية) – فاز توفان إرهورمان، زعيم الحزب الجمهوري التركي (CTP) الذي يقود المعارضة، في الانتخابات الرئاسية لشمال قبرص، بولاية رئاسية مدتها ست سنوات.
وتوجه سكان شمال شبه الجزيرة إلى صناديق الاقتراع لاختيار قائدهم الجديد، حيث أظهرت النتائج غير الرسمية تفوقه بنسبة 62.80% من الأصوات، مقابل 35.77% للرئيس الحالي إرسين تتار.
وأعلنت اللجنة العليا للانتخابات فتح 753 صندوق اقتراع من إجمالي 777 صندوقًا في هذه الانتخابات. بدأ التصويت الساعة الثامنة صباحًا بالتوقيت المحلي، وسط ترشح سبعة مرشحين، أبرزهم تتار – الرئيس الحالي وزعيم حزب الوحدة الوطنية (UBP) سابقًا – وإرهورمان. كما شمل السباق عثمان زوربا من الحزب الاشتراكي القبرصي، وعارف صالح كرداغ، أحمد بوران، محمد هاسغولر، وإبراهيم يازيجي كمستقلين.
في تطور مثير، انسحب المرشح المستقل حسين غورلك يوم السبت 17 أكتوبر/تشرين الأول لصالح تتار الذي عن حل “الدولتين” المتساويتين في الجزيرة، بينما يسعى إرهورمان إلى اتحاد فيدرالي مشترك مع جمهورية قبرص اليونانية.
رغم طابعها الرمزي إلى حد كبير، تعد الرئاسة في شمال قبرص محورية لتمثيل القبارصة الأتراك في مفاوضات حل النزاع القبرصي.
ويجسد تتار وإرهورمان توجهين متعارضين حول القضية القبرصية، والعلاقات مع تركيا، والسياسة الخارجية.
يؤكد إرهورمان على استئناف المفاوضات الرسمية مع جمهورية قبرص، والتي كان آخرها عام 2017، ويرفض حل “الدولتين” كوسيلة واقعية لكسر العزلة الاقتصادية والسياسية.
وتوفان إرهورمان أكاديمي ومحامي ودبلوماسي قبرصي تركي ورئيس سابق لمجلس وزراء شمال قبرص، وهو باحث في القانون العام من حيث المهنة. عمل سابقًا في وزارة العدل التركية بين عامي 1999 و2004. وهو الزعيم الحالي للحزب الجمهوري التركي. شغل منصب رئيس الوزراء اعتبارًا من يناير 2018 حتى مايو 2019، عندما انتخب أرسين تتار رئيسا للبلاد.
منذ توليه المنصب عام 2020، يرفض أرسين تتار المفاوضات القائمة على الاتحاد مع الجانب اليوناني متبنيا وجهة النظر التركية، ويدعو بدعم من أنقرة إلى “نموذج الدولتين” الذي يضمن سيادة كاملة للقبارصة الأتراك. كما يشترط “الثلاثي الأبعاد” لأي حوار: رحلات جوية مباشرة، تجارة مباشرة، وتواصل مباشر.
أثارت تدخلات أنقرة جدلاً واسعًا في الانتخابات، حيث سافر عشرات من كبار السياسيين والمشاهير الاتراك إلى الجزيرة لدعم تتار، منهم سليمان صويلو (وزير الداخلية السابق)، خلوصي أكار (وزير الدفاع السابق)، مصطفى ديستيجي (زعيم حزب الوحدة الكبرى)، أوميت أوزداغ (زعيم حزب النصر)، ومسعود أوزيل (لاعب كرة قدم سابق). وفقًا للخبراء، سيحرص أي رئيس منتخب على تعزيز الروابط مع تركيا، لكن انتصار إرهورمان قد يعيد توازن القوى.
في جدل إضافي، زعم مصطفى أكينجي – منافس تتار في انتخابات 2020 – تعرضه وعائلته لتهديدات من جهاز المخابرات التركي (MIT)، وطلب سحب ترشيحه. لكن السفارة التركية في نيقوسيا وتتار نفى هذه الاتهامات جملة وتفصيلاً.