أنقرة (زمان التركية) – رأت صحيفة دي تسايت في مقالها التحليل أن ميزان قوى جديد يتشكل بالشرق الأوسط عقب خطة ترامب للسلام في قطاع غزة وأن تركيا هي أكثر الدول الرابحة من هذه العملية.
وأفاد التقرير، الذي حمل توقيع أستاذ النظرية السياسية هيرفريد مونكلر، أن تركيا تمضي في طريق أن تصبح القوة المهيمنة الجديدة.
وذكر مونكلر أن الشرق الأوسط يشهد تحولات للقوة دون أن يلحظ أحد مفيدا أن تركيا عززت نفوذها ليتجاوز سوريا متجها إلى الجنوب وأنها في طريقها لتصبح القوة المهيمنة الجديدة في الشرق الأوسط بابتعادها عن أوروبا.
وأضاف مونكلر أن تركيا بهذا تعود إلى الدور الذي لعبته خلال الإمبراطورية العثمانية حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.
وزعم مونكلر أن التاريخ يعيد نفسه مع عدم انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بحجة أن تركيا تنتهج سياسة قوة إقليمية مستقلة لا تتوافق مع حلفائها الأوروبيين على الرغم من كونها عضوا في الناتو مما يضعف الجناح الجنوبي الشرقي للناتو.
وأكد مونكلر أن تحول مركز ثقل الناتو إلى الشمال الغربي، بمشاركة فنلندا والسويد، سيؤثر أيضا على مسار الحرب الروسية الأوكرانية.
روسيا وإيران أكبر الخاسرين
وأشار مونكلر إلى كون روسيا وإيران الخاسرين الأكبر من خطة ترامب للسلام مفيدا أن روسيا فقدت أهم حليف لها في سوريا مع سقوط نظام الأسد نهاية عام 2024 ولم تلعب أي دور في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وأن موقفها في الشرق الأوسط قد ضعف بشكل خطير.
وذكر مونكلر أن إيران، التي سعت للهيمنة منذ فترة طويلة، أصبحت منعزلة موضحا أن السؤال القادم ليس بشأن الصراع القديم بين الشرق والغرب بل من سيكون له الكلمة في المنطقة مستقبلا إيران أم تركيا أم السعودية أم مصر وكيف ستتكيف إسرائيل مع موازين القوى الجديدة هذه؟
وقال مونكلر إنه مع ضعف إيران ووكلائها (نظام الأسد وحزب الله وحماس والحوثيين) فإن هدفها لبسط الهيمنة يبدو مستحيلا في الوقت الحالي.
وضع إسرائيل والولايات المتحدة
وأشار التقرير إلى كون إسرائيل من بين الخاسرين أيضا. وشدد مونكلر أن إسرائيل فقدت كل ما اكتسبته عسكريا وفقدت مصداقيتها السياسية مع صور حرب غزة.
وذكر مونكلر أن إسرائيل أصبحت “شرير السياسة العالمية” في الجنوب العالمي وأن معظم الدول الأوروبية ابتعدت عن إسرائيل خلال حرب غزة مفيدا أنه قد يبدو بأن الفائز الحقيقي هو الولايات المتحدة غير أن هذا لن يكون ممكنا إلا إذا كان لترامب وجود دائم في الشرق الأوسط وهو ما لا يبدو محتملا.
وزعم مونكلر أن ترامب سيواصل موقفه غير الموثوق به تجاه أوروبا هنا أيضا وهو ما لن يمكِّن من إنشاء نظام إقليمي مستقر.
وصرح مونكلر أن السيناريو المخيف هو أن صراعات الهيمنة في الشرق الأوسط ستصبح عنصرا هيكليا دائما مشيرا إلى أن تركيا وإيران ومصر والمملكة العربية السعودية ستواصل صراعات النفوذ، التي تشمل إسرائيل في وقت ما، وأن التسلح سيزداد.
أوضح مونكلر أن هذا المشهد لا يشير إلى سلام دائم منتقدا عجز أوروبا عن اتخاذ موقف موحد بشأن المنطقة.
هذا وأكد مونكلر أن الهياكل السياسية في المنطقة قد تفككت وليس لديه فكرة واضحة عما سيحل محل الجهات الفاعلة الرئيسية.