كابول (زمان التركية)ــ قالت السلطات الأفغانية يوم الاثنين إن زلزالا قويا أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل في شمال أفغانستان، بعد أشهر قليلة من زلزال مميت آخر ترك البلاد في حالة من الذعر.
ضرب زلزال بقوة 6.3 درجة على مقياس ريختر، ليل الخميس الجمعة، على عمق 28 كيلومترا (17 ميلا)، وكان مركزه بالقرب من مدينة مزار الشريف، بحسب هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الأفغانية شرفات زمان للصحفيين صباح الاثنين إن أكثر من 20 شخصا قتلوا وأصيب نحو 320 آخرين في محافظتي بلخ وسمنكان، مؤكدا أن هذه حصيلة أولية.
ولم يقدم تفصيلا للخسائر البشرية على مستوى المقاطعة.
ولاحظ مراسل وكالة فرانس برس أن سكان مزار شريف، إحدى أكبر المدن الشمالية في أفغانستان، خرجوا إلى الشوارع خوفا من انهيار منازلهم.
وشهد صحفي من وكالة فرانس برس أيضا أضرارا بالمسجد الأزرق الشهير في المدينة، وهو معلم يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر ويشتهر ببلاطه النابض بالحياة.
وانكسرت أجزاء من الهيكل، وخاصة من إحدى مآذنه، وتناثرت في أنحاء أراضي المسجد، أحد المعالم السياحية القليلة المتبقية في البلاد.
وقال المراسلون في العاصمة كابول، على بعد نحو 420 كيلومترا إلى الجنوب، إنهم شعروا بالهزة أيضا.
لقد أعاقت شبكات الاتصالات والبنية الأساسية الضعيفة في أفغانستان الجبلية الاستجابة للكوارث في الماضي، مما منع السلطات لساعات أو حتى أيام من الوصول إلى القرى البعيدة لتقييم مدى الضرر.
وهذه أحدث كارثة طبيعية تتعرض لها حكومة طالبان، التي واجهت ثلاثة زلازل مميتة كبرى منذ سيطرتها على أفغانستان في عام 2021، حتى مع انخفاض المساعدات الخارجية التي شكلت العمود الفقري لاقتصاد البلاد بشكل كبير.
وفي أغسطس/آب، ضرب زلزال بقوة 6 درجات شرقي البلاد، مما أدى إلى تدمير قرى جبلية ومقتل أكثر من 2200 شخص.
وقد أدت الزلازل القوية في غرب هرات، بالقرب من الحدود الإيرانية، في عام 2023، وفي ولاية ننكرهار الشرقية في عام 2022 إلى مقتل المئات وتدمير آلاف المنازل.
حذرت الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة من ارتفاع معدلات الجوع بين السكان الأفغان.
وتعاني البلاد المعزولة من أزمة إنسانية تفاقمت بسبب الجفاف والقيود الاقتصادية المفروضة على القطاع المصرفي وإبعاد ملايين المواطنين الأفغان من إيران وباكستان المجاورتين.
وتعتبر الزلازل أمرا شائعا في أفغانستان، وخاصة على طول سلسلة جبال هندوكوش، بالقرب من المكان الذي تلتقي فيه الصفيحة التكتونية الأوراسية والهندية.
الكثير من المنازل في هذا البلد الذي تغلب عليه الطبيعة الريفية – والذي دمرته عقود من الحرب – مبنية بشكل رديء.
غالبًا ما يستغرق السفر عبر الطرق والمسارات شديدة الانحدار إلى القرى النائية ساعات أو أيامًا، والتي غالبًا ما تنقطع عن المساعدة أثناء الكوارث أو سوء الأحوال الجوية.
