أنقرة (زمان التركية) – مع انضمام دبابة ألتاي القتالية الرئيسية – أول دبابة محلية الصنع– إلى ترسانة القوات المسلحة التركية، تحولت الأنظار العالمية نحو أنقرة، حيث وصفت وسائل إعلام دفاعية دولية بارزة هذا الحدث بـ”نقطة تحول تاريخية” و”بداية عصر جديد للمدرعات”.
وتؤكد التحليلات أن ألتاي لن تعزز القوة البرية التركية فحسب، بل ستُحدث تغييراً جذرياً في توازن القوى داخل حلف الناتو وفي سوق تصدير الدبابات العالمي.
وأشادت مجلة “ديفينس سيكيوريتي آسيا” ببدء الإنتاج الضخم في منشآت BMC بكهرمان قازان في أنقرة، بطاقة سنوية تصل إلى 96 دبابة. وأكدت أن تركيا “أنهت اعتمادها على المصادر الأجنبية للمركبات المدرعة، وبرزت كلاعب رئيسي في سوق تصدير الدبابات”.
ومن المتوقع أن يصل أسطول ألتاي إلى 200 دبابة خلال خمس سنوات، مع خطط للوصول إلى 250 دبابة مدعومة بمحرك BATU المحلي بحلول 2028.
رأت مجلة “إي إس دي” الأوروبية أن ألتاي ستُغيّر توازن القوة البرية في الناتو، مشيدة بتجهيزاتها المتقدمة: مدفع L55 عيار 120 ملم، دروع معيارية من روكيتسان، نظام حماية نشطة AKKOR من أسيلسان، وبنية تدريبية متكاملة من هافيلسان. وأكدت أن اجتياز الدبابة 35,000 كيلومتر من الاختبارات و3,700 تجربة إطلاق نار يعكس “عزيمة هندسية تركية لا تُضاهى”.
في الولايات المتحدة، وصفت “ناشيونال إنترست” ألتاي بأنها “رمز بري لاستراتيجية الدفاع المستقلة”، مستشهدة بكلمات الرئيس أردوغان: “تركيا لم تعد تابعة، بل دولة مطيعة”. أما “ديفينس بوست” فأبرزت تكامل محرك BATU المحلي وأنظمة الدفاع الشاملة، مؤكدة أن ألتاي “تمثل عقيدة حرب المدرعات للجيل التالي في القرن 21”.
مع بدء الخدمة، سجلت تقارير اهتماماً فورياً من دول عدة. فقد أرسلت أذربيجان وقطر وإندونيسيا وفوداً فنية لمناقشة برامج الشراء والصيانة وقطع الغيار. كما تدرس دول خليجية اقتناء مكونات محددة مثل أنظمة الحرب الإلكترونية والدفاع النشط وحزم التنقل بشكل منفصل.
ويرى الخبراء أن قدرات ألتاي الميدانية المثبتة – خاصة في مواجهة الذخائر الموجهة والمدفعية – ستجعلها خياراً مفضلاً في سيناريوهات الصراع الإقليمي.
بهذا، تُتوج ألتاي مسيرة تركيا نحو الاكتفاء الذاتي الدفاعي، وتُرسخ مكانتها كقوة تصنيع وتصدير عسكري عالمي، مع إعادة رسم خريطة التوازن البري في الناتو والشرق الأوسط.









