أنقرة (زمان التركية) – قال البرلماني التركي إبراهيم أفق كايناك، عن حزب العدالة والتنمية الحاكم، إن زيارة البابا ليو الرابع عشر إلى تركيا، تحمل أبعاداً استراتيجية أعمق بكثير مما يُتداول على وسائل التواصل الاجتماعي.
جاء ذلك خلال مشاركته في برنامج “حفظة” عبر صحيفة “يني شفق”.
أوضح كايناك أن الزيارة “جاءت للتوسل” و”لطلب النفوذ” من تركيا. وأعرب النائب عن اعتقاده بأن الرئيس رجب طيب أردوغان هو القائد الوحيد القادر على إرساء السلام والاستقرار في خضم حالة عدم اليقين المتزايدة التي يشهدها العالم.
ووفقاً لكايناك، فإن الغرض الرئيسي من زيارة البابا هو كسب دعم أنقرة لاستعادة نفوذ الفاتيكان المتراجع.
وأكد كايناك أن ما يطلبه البابا من أنقرة ليس مجرد “تنازل” أو مصالح سياسية متبادلة، بل هو “مسألة قوة ونطاق نفوذ”.
وأوضح النائب أن البابا يسعى جاهداً لاستعادة نفوذه المتراجع في السياسة العالمية، ويرى أن الدور التركي في هذا الصدد “بالغ الأهمية”، مشيراً إلى أن البابا طلب صراحةً مساعدة تركيا، وأن الزيارة تحمل معنى أعمق بكثير مما يبدو في العلن.
وبرزت أصوات معارضة لزيارة البابا ليو الرابع عشر إلى تركيا من أعضاء أحزاب التحالف الحاكم.
وكان سميح يالتشين نائب رئيس حزب الحركة القومية قد وصف جولة البابا بأنها “استعراض” يهدف إلى إثارة الانقسامات الدينية والتاريخية.
وأشار يالتشين إلى أن إقامة طقوس دينية ضخمة في إزنيق تحاكي “مجمع نيقية” الذي عُقد قبل 1700 عام (عام 325 م)، هو تصرف مقصود يحمل رسائل موجهة للعالم المسيحي من أراضٍ تركية تحمل إرثاً سلجوقياً وعثمانياً، مما تسبب في استياء واسع لدى الرأي العام التركي.
وفي خطوة لافتة تعكس موقف الحزب، قام دولت بهجلي، زعيم حزب الحركة القومية، بإجراء اتصال هاتفي مع محمد بوزداغ، منتج وكاتب سيناريو مسلسل “المؤسس أورخان” الذي يُعرض على قناة ATV. وأكد بهجلي خلال الاتصال على أهمية المسلسل كعمل “إرشادي وتحذيري” بالغ الأهمية من حيث التاريخ التركي وجغرافية الأناضول، موصياً الشعب التركي بمتابعته باهتمام وحساسية عالية في ظل هذه التطورات.
وفي تصريحات حادة، استنكر مصطفى ديستيجي، رئيس حزب الوحدة الكبرى، زيارة البابا وهو أول بابا أمريكي للفاتيكان والتي شملت أنقرة وإسطنبول وإزنيق.
وقال ديستيجي في بيان نشره عبر وسائل التواصل الاجتماعي: “من السذاجة اختزال هذه الزيارة في إطار ‘اللباقة الدبلوماسية’ أو اعتبارها مجرد نشاط تذكاري بريء. نحن نرى بوضوح أن لهذه الجولة أبعاداً سياسية ولاهوتية صريحة، وليست مجرد زيارة سياحية”.
وركز ديستيجي في انتقاده على محطة “إزنيق” تحديداً، معتبراً أنها تحمل دلالات “تاريخية وأيديولوجية” لا يمكن تجاهلها، واصفاً المكان بأنه لم يكن يوماً محايداً ولن يكون.
وأضاف: “هذه الزيارة قد لا تكون استعراضاً للقوة، لكنها بالتأكيد عملية ‘تصفية حسابات’؛ سواء داخل العالم المسيحي نفسه أو مع تاريخنا القديم. لا داعي للذعر كدولة وشعب، ولكن يجب ألا نكون غافلين عما يجري، فالتاريخ يُكتب بالرموز أيضاً”.
ولم تقتصر زيارة البابا على الكنائس في تركيا إذ زار أيضا المسجد الأزرق في إسطنبول في اليوم الثالث من رحلته التي انطلق بعدها إلى لبنان.



















