دمشق (زمان التركية)ــ دعا الرئيس السوري أحمد الشرع يوم الاثنين السوريين على العمل معا لإعادة بناء بلادهم وذلك في الوقت الذي أحيوا فيه ذكرى مرور عام على الإطاحة بالرئيس المخلوع بشار الأسد.
وكانت قوات جهادية يقودها الشرع قد شنت هجوما خاطفاً في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي، واستولت على العاصمة دمشق في الثامن من ديسمبر/كانون الأول بعد ما يقرب من 14 عاماً من الحرب، ما انهى أكثر من خمسة عقود من حكم عائلة الأسد القاسي.
وأشاد الشرع، عقب صلاة الفجر في الجامع الأموي بدمشق، بـ”تضحيات وبطولات المقاتلين” الذين دخلوا دمشق، بحسب بيان رئاسي.
ألقى السيد الرئيس أحمد الشرع كلمة في الذكرى الأولى لتحرير سوريا، وذلك عقب أداء صلاة الفجر في المسجد الأموي بدمشق، عبّر فيها عن مشاعر الفخر التي عاشها السوريون في اللحظات الأولى لاندحار الظلم وانتهاء مرحلة صعبة مرّت بها البلاد. pic.twitter.com/Fv9byEwcic
— رئاسة الجمهورية العربية السورية (@SyPresidency) December 8, 2025
وقال الشرع وهو يرتدي الزي العسكري كما فعل عندما دخل العاصمة قبل عام: “إن المرحلة الراهنة تتطلب توحيد جهود كل أبناء الوطن لبناء سورية القوية وترسيخ استقرارها وصون سيادتها وتحقيق مستقبل يليق بتضحيات شعبها”.
وكشف الشرع عن تلقي بلاده هدية من المملكة العربية السعودية، وضعت في الجامع الأموي، تمثّلت في قطعة من ستار الكعبة المشرفة، تحمل الآية الكريمة: «وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى».
🚨هدية ولي العهد الأمير #محمد_بن_سلمان إلى الرئيس #أحمد_الشرع بمناسبة #يوم_التحرير
قطعة من ستار الكعبة عليها آيه
﴿ وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ﴾ pic.twitter.com/Jr3KnXfBO8— نايف بن محمد (@naaif_029) December 8, 2025
ويحتفل السوريون منذ أواخر نوفمبر/تشرين الثاني بالذكرى الأولى لبدء الهجوم، وتبلغ الاحتفالات ذروتها يوم الاثنين في أحداث في دمشق، بما في ذلك عرض عسكري وخطاب مقرر للشرع.
ونجح الشرع، الذي قطع علاقته بماضيه الجهادي، في استعادة مكانة سوريا الدولية، وحصل على تخفيف العقوبات.
ولكنه يواجه تحديات كبرى في ضمان الأمن، وإعادة بناء المؤسسات المتداعية، واستعادة ثقة السوريين، والحفاظ على وحدة بلاده.
وقد أدى سفك الدماء الطائفي في معاقل الأقلية العلوية والدرزية في البلاد، إلى جانب الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، إلى زعزعة عملية الانتقال الهشة في البلاد.
وفي بيان له، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن “ما ينتظرنا هو أكثر بكثير من مجرد انتقال سياسي؛ إنه فرصة لإعادة بناء المجتمعات الممزقة ومعالجة الانقسامات العميقة”.
وقال في بيانه، حاثا على الدعم الدولي: “إنها فرصة لبناء دولة حيث يمكن لكل سوري – بغض النظر عن العرق أو الدين أو الجنس أو الانتماء السياسي – أن يعيش بأمان وعلى قدم المساواة وبكرامة”.
ودعا زعيم روحي علوي بارز في سوريا، السبت، أعضاء أقليته الدينية التي تنتمي إليها عائلة الأسد أيضا، إلى مقاطعة الاحتفالات، احتجاجا على السلطات الجديدة “القمعية”.
كما أعلنت الإدارة الكردية التي تسيطر على مساحات واسعة من شمال شرقي سوريا، السبت، حظر التجمعات والفعاليات العامة يومي الأحد والاثنين، مشيرة إلى مخاوف أمنية.
وبموجب اتفاق تم التوصل إليه في مارس/آذار الماضي، من المقرر أن تدمج الإدارة الكردية مؤسساتها في الحكومة المركزية بحلول نهاية العام، لكن التقدم توقف.
وأكد الزعيم الكردي مظلوم عبدي في منشور على موقع X يوم الأحد التزام الأكراد بالاتفاق، قائلاً إنه الأساس “لبناء سوريا ديمقراطية لامركزية… معززة بقيم الحرية والعدالة والمساواة”.













