أنقرة (زمان التركية) – أثارت مديرية التعليم التركية في محافظة بورصة موجة من الجدل، إثر صدور تعليمات مزدوجة عُدّت متناقضة، فبينما منعت المديرية المدارس من إقامة أي فعاليات تتعلق برأس السنة الميلادية، سمحت في الوقت ذاته بإقامة برنامج تعليمي في مدرسة “إمام خطيب” الثانوية، يقدمه “نور الدين يلدز”، الداعية الذي سبق وأثار غضباً شعبياً بتصريحاته التي تجيز زواج الأطفال.
في تعميم وُجّه إلى مديري المدارس عبر قنوات التواصل الرسمية، طالبت مديرية التعليم الوطني في بورصة بالامتناع تماماً عن تنظيم فعاليات “رأس السنة” أو “عيد الميلاد” داخل المؤسسات التعليمية. وبررت المديرية هذا الحظر بأن هذه الأنشطة غير مُدرجة في المناهج الدراسية الرسمية، مشددة على ضرورة تنفيذ الأنشطة المدرسية حصراً في إطار القيم الوطنية، الثقافية، والتربوية (البيداغوجية).
على الرغم من التشدد في منع الاحتفالات، زُعم أن مديرية التعليم منحت ترخيصاً لمؤسسة “النسيج الاجتماعي” لإقامة برنامج في مدرسة “إينيغول الأناضولية للأئمة والخطباء”. وسيتولى تقديم البرنامج رئيس المؤسسة، نور الدين يلدز، الذي يواجه انتقادات لاذعة منذ عام 2015 إثر تصريحه الشهير الذي قال فيه: “لا يوجد في شريعتنا حد أقصى لسن الزواج.. يمكن عقد قران الأطفال قبل البلوغ”.
يحمل البرنامج عنوان “مدرسة مدى الحياة”، ويقام بالتعاون مع فرع جمعية شباب الأناضول في منطقة “إينيغول”. ويستهدف البرنامج فئة الشباب من عمر 18 إلى 35 عاماً، حيث يتضمن سلسلة دروس مسائية تُعقد في قاعة المؤتمرات بالمدرسة، وتتمحور حول مواضيع مثل “أساس الزواج”، و”أدوار الرجل والمرأة”، وكيفية “الحفاظ على السلام الأسري”.
في خطوة لافتة لضمان الالتزام، أعلن القائمون على البرنامج عن تقديم جوائز عبارة عن “قطع أثاث” لثلاثة مشاركين ممن يواظبون على حضور جميع الدروس بانتظام. ومن المقرر أن تستمر هذه الفعالية حتى التاسع من يناير المقبل، وسط تساؤلات حول المعايير التي تتبعها مديرية التعليم في اختيار الشخصيات التي تخاطب الطلاب والشباب داخل الحرم المدرسي.


















