أنقرة (زمان التركية)- تتابع الصحافة الإسرائيلية باهتمام بالغ وتوجس متزايد تسارع خطط بناء القوة البحرية التركية، حيث تصدرت عناوين الصحف العبرية تقارير مثل “39 سفينة في آن واحد: أسطول أردوغان العملاق يكتسب زخماً سريعاً”.
وأشارت التقارير إلى أن التوسع السريع في القدرات البحرية التركية بات يشكل مصدر قلق حقيقي لإسرائيل، خاصة مع انتقال أنقرة من مرحلة التخطيط إلى التنفيذ الفعلي لمشاريع استراتيجية كبرى.
وقد أحدثت تصريحات الرئيس رجب طيب أردوغان خلال حفل أقيم في حوض بناء السفن بإسطنبول في “بنديك”، صدى واسعاً في الأوساط الإسرائيلية، لاسيما قوله: “لقد بدأنا عمليات بناء حاملة طائراتنا الوطنية التي يبلغ طولها 300 متر، وستكون بمثابة الأخ الأكبر لـ (TCG Anadolu)”.
واعتبر المحللون الإسرائيليون أن هذا الإعلان يؤكد تجاوز المشروع لمرحلة المفاهيم النظرية ودخوله حيز التطبيق، مما يضع تركيا ضمن نادي الدول المحدودة القادرة على إنتاج منصات بحرية ثقيلة واستراتيجية.
وسلط الإعلام الإسرائيلي الضوء على أن برنامج بناء القوة التركي لا يقتصر على الحجم فحسب، بل يتميز بتنوع المنصات واستمرارية الإنتاج الصناعي؛ حيث تشهد الأحواض التركية حالياً بناء 39 سفينة ومنصة بحرية بشكل متزامن.
ويشمل هذا البرنامج الدفاعي طيفاً واسعاً يبدأ من حاملات الطائرات والغواصات وصولاً إلى المدمرات، بهدف مزدوج يتمثل في تجديد الأسطول الوطني التركي من جهة، وتعزيز الصادرات الدفاعية للخارج من جهة أخرى.
وبحسب التقارير العبرية، فإن مشروع حاملة الطائرات يسير بالتوازي مع تطوير مدمرات من طراز “تبي” (Tepe)، مع إحراز تقدم كبير في بناء الغواصات الوطنية.
وأكدت التقارير أن تركيا أصبحت من الدول القليلة التي تصمم وتنتج غواصاتها الخاصة، مشيرة إلى أن غواصات فئة “رئيس” (REİS) ستعمل بسرية تامة وستكون مجهزة بأسلحة محلية الصنع مثل صواريخ “أطمجة” (ATMACA) و”جيزجين” (GEZGİN)، وطوربيدات “آقيا” (AKYA).
وفيما يخص المنصات الأخف وزناً، لفتت الصحافة الإسرائيلية إلى مشروع سفن الدورية من فئة “حصار” (HİSAR)، والذي يضم 10 سفن؛ تم تسليم إحداها بالفعل، بينما توجد أربع سفن قيد الإنشاء، مع انتقال السفن المتبقية إلى مراحل الإنتاج الأولي. هذا التكامل في بناء القوة البحرية التركية يعكس، حسب الرؤية الإسرائيلية، طموحاً تركياً لفرض سيطرة استراتيجية في البحار المحيطة وتعزيز استقلاليتها العسكرية بشكل كامل.
















