أنقرة (زمان التركية) – أجرت شركة “جوجل”، عملاق التكنولوجيا العالمي، تحديثاً مفاجئاً على خرائطها الرقمية المتعلقة بالعراق، حيث تراجعت عن تعديل كانت قد أجرته قبل نحو شهر.
وبموجب التحديث الجديد، أزالت المنصة مدينة كركوك شمال العراق، وبعض المناطق المتنازع عليها من ضمن حدود إقليم كردستان، بعد أن كانت قد أظهرتها سابقاً كجزء من الإقليم الذي يحظى بالحكم الذاتي، مما أعاد الحدود الرقمية إلى وضعها التقليدي السابق.
تعتمد “خرائط جوجل” حالياً آلية “الخطوط الحمراء المتقطعة” للإشارة إلى حدود إقليم كردستان، وهي دلالة جغرافية تُستخدم للمناطق ذات الوضع الخاص أو المتنازع عليه.
ومع هذا التحديث، استثنت الخريطة نقاطاً حيوية واستراتيجية مثل كركوك، خانقين، وتوزخورماتو، ملغيةً بذلك تعديلات الشهر الماضي التي كانت قد شملت مناطق في سهل نينوى مثل “باشيكا وتيلسكوف” ومستوطنات أخرى ضمن حدود الإقليم الرقمية.
لا يزال الغموض يكتنف السبب الحقيقي وراء هذا التراجع؛ إذ لم يصدر تعقيب رسمي من شركة “جوجل” حتى الآن.
وفي هذا الصدد، يرى خبراء ومساهمون في تحسين البيانات المحلية، مثل المتطوع ديار بكير، أن هذا الحذف قد يكون “مؤقتاً” وناتجاً عن تحديثات تقنية دورية تُجريها الشركة على بيانات المناطق المتنازع عليها، مستبعدين في الوقت ذاته أن يكون القرار نهائياً، خاصة وأن إدراج تلك المناطق سابقاً جاء بناءً على طلبات فنية تم قبولها في منتديات جوجل المتخصصة.
أعاد هذا التذبذب في الخرائط الرقمية تسليط الضوء على “المادة 140” من الدستور العراقي، وهي القضية الأكثر حساسية في العلاقة بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة الإقليم في أربيل.
فبينما يظل وضع كركوك معلقاً سياسياً منذ عام 2007، يبدو أن الصراع انتقل إلى “الدبلوماسية الرقمية”، حيث تعكس خوارزميات شركات التكنولوجيا الكبرى مدى تعقيد التوازنات السياسية على أرض الواقع وصعوبة حسم الهوية الجغرافية للمناطق المتنازع عليها تقنياً.



















