أنقرة (زمان التركية) – غابت هضبة الجولان السورية المحتلة ومدينة هاتاي التركية عن خريطة نشرها حساب وزارة الخارجية السورية عبر منصة X، إحتفالا برفع العقوبات.
وحمل المنشور الاحتفالي عبارة “سوريا بدون قانون قيصر”.
وبهذا أضفت إدارة دمشق، التي ظلت تدرج هضبة الجولان ومدينة هاتاي ضمن حدودها منذ التأسيس بدء من الكتب الدراسة والأجهزة الرسمية وصولا إلى النشرات الجوية وجوازات السفر، صفة رسمية على الوضع الفعل عبر هذه الخريطة.
تطبيع مع إسرائيل وتركيا
تُعد هذه الحملة جزءً من استراتيجية حكومة دمشق الجديدة لإصلاح العلاقات مع جيرانها. وتُعد المرحلة الجديدة مع تركيا عقب الإطاحة بنظام الأسد على وجه الخصوص والتنازل عن أحقية سوريا في هاتاي حتى ولو بشكل صوري أقوى رسالة “حسن نية” يتم إرسالها إلى أنقرة.
تعني هذه الخطة السورية اعترافا أحاديا من جانب دمشق بإغلاق ملف الخلافين الكبيرين المتواصلين منذ نحو قرن من الزمان بالتاريخ السياسي للمنطقة.
جدير بالذكر أن المنطقة، التي خضعت للانتداب الفرنسي عقب الحرب العالمية الأولى، أقيمت بها دولة هاتاي المستقلة في عام 1938. وفي عام 1939 تقرر انضمامها إلى تركيا عبر استفتاء شعبي.
لم تعترض سوريا منذ ذلك الحين على انضمام هاتاي إلى تركيا وظلت تظهر هذه المنطقة كجزء من أراضيها على خرائطها تحت اسم “لواء اسكندرون”.
وكان هذا الوضع أحد أكبر العقبات في العلاقات بين أنقرة ودمشق على مدار عشرات السنوات.
عقدة الجولان
احتلت إسرائيل هضبة الجولان، المنطقة الاستراتيجية التابعة لسوريا، خلال حرب الأيام الستة في عام 1967 وفي عام 1981 أعلنت إسرائيل من طرف واحد ضمها إلى أراضيها.
وشكل “استرداد الجولان” خط أحمر ومسألة شرف أساسية بالسياسة الخارجية لسوريا طوال حكم عائلة الأسد.
ويرى البعض غياب الجولان عن خريطة سوريا الجديدة بمثابة تخلي دمشق عن ادعاءات استعادة هذه الأراضي بالطرق العسكرية أو الدبلوماسية مع إسرائيل أو أن دمشق قررت إعطاء الأولوية الكلية للاستقرار الداخلي والتعافي الاقتصادي.
خبراء: خطوة توضح الكثير بالنسبة للجانب السوري
يرى الخبراء أن هذا التغيير في خريطة سوريا ليس مجرد تعديل جغرافي بسيط، حيث يوضح الخبراء أن هذا الوضع دليل مادي على جهود سوريا للاندماج من جديد في المنظومة الدولية ومساعيها للسلام النهائي مع تركيا والتحالفات الجديدة التي تشكلت في المنطقة اعتبارا من عام 2025.
ونشر جنك صاجنيج، الخبير في العلاقات الدولية، تغريدة أعاد خلالها نشر الخريطة التي نشرتها وزارة الخارجية السورية وعلق عليها قائلا: “خريجة سوريا الصادرة عن وزارة الخارجية السورية لم تتضمن هاتاي التركية وهضبة الجولان المحتلة من إسرائيل. هذه المرة الأولى في تاريخ سوريا وتوضح الكثير من الأمور بالنسبة لسياسة المرحلة الجديدة”.
Suriye Dışişleri Bakanlığı’nın yayınladığı Suriye haritasında Türkiye’den Hatay ve İsrail’den Golan Tepeleri’ne yer verilmedi.
Bu Suriye tarihinde bir ilk ve yeni dönemin siyaseti açısından çok şey ifade ediyor. https://t.co/zxEAv1AHAu
— Ceng Sagnic (@cngsgnc) December 21, 2025



















