أنقرة (زمان التركية) – كشفت وثيقة استخباراتية مسربة، صادرة عن قيادة قوات الدرك في ولاية أنقرة خلال الشهر الجاري، عن حالة استنفار أمني قصوى لمواجهة تهديدات إرهابية وشيكة.
ووفقاً للمذكرة، التي نشرتها صحيفة “جمهوريت”، تتوفر معلومات دقيقة تفيد بتخطيط تنظيم “داعش” لشن هجمات إرهابية “صادمة” تزامناً مع احتفالات ليلة رأس السنة، سعياً لاستعادة بريقه الإعلامي بعد الضربات الموجعة التي تلقاها في الداخل والخارج.
حذرت قيادة الدرك بتاريخ 19 ديسمبر أفرادها من تنوع الأساليب التي قد يلجأ إليها التنظيم لتنفيذ هجماته في المناطق المزدحمة والأسواق العامة ومراكز التسوق. وشملت المذكرة تحذيرات من سيناريوهات مرعبة، تتراوح بين الهجمات المسلحة المباشرة، والعمليات الانتحارية، وتفجير السيارات المفخخة بشكل متزامن.
كما لفتت الوثيقة الأنظار إلى تهديدات غير تقليدية، مثل استخدام الطائرات المسيرة (الدرون) في الهجمات، أو تنفيذ عمليات دهس للحشود باستخدام الشاحنات والسيارات.
في ضوء هذه التهديدات، صدرت تعليمات صارمة لكافة الوحدات الأمنية وعناصر الدرك بتشديد الرقابة وتكثيف التواجد الميداني داخل المدن وفي محيطها. وشددت القيادة على ضرورة رفع مستوى التنسيق اللحظي وتبادل المعلومات الاستخباراتية مع جهاز المخابرات ومديريات الشرطة، لضمان إحباط أي تحرك مشبوه قبل وقوعه، وتأمين المرافق الحيوية التي تمثل أهدافاً محتملة للتنظيمات المتطرفة.
يرى المحللون الأمنيون، بناءً على فحوى المذكرة، أن لجوء داعش لهذه التهديدات في هذا التوقيت هو محاولة بائسة للقيام بأعمال “مؤثرة ومثيرة للجدل” تهدف لزعزعة الاستقرار العام.
وتأتي هذه التحذيرات رغم النضال الحازم الذي تخوضه الأجهزة الأمنية التركية، والتي نجحت في تحجيم قدرة التنظيم العملياتية بشكل كبير، مما يدفع الأخير للبحث عن “ثغرات زمنية” مثل عطلة رأس السنة لتنفيذ مخططاته.



















