أنقرة (زمان التركية)- أثار النائب عن حزب العدالة والتنمية، محمد علي تشلبي، موجة عارمة من الجدل داخل البرلمان، بعد أن عقد مقارنة تاريخية بين مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك والرئيس رجب طيب أردوغان.
تشلبي، الذي يحمل خلفية عسكرية وسُجن سابقاً في قضاية انقلاب “أرجنكون” قبل انتقاله من صفوف المعارضة إلى الحزب الحاكم، استخدم لغة عسكرية حماسية في خطابه، مما فجر غضب نواب المعارضة.
خلال مناقشات الميزانية العامة، استلهم تشلبي مقولة أتاتورك الشهيرة في معركة “جناق قلعة” عندما قال لجنوده: “أنا لا آمركم بالهجوم، بل آمركم بالموت”. وأكد تشلبي أن هذه الروح القتالية لا تزال حية، قائلاً: “اليوم، عندما يصدر قائدنا الأعلى رجب طيب أردوغان أوامره، فإن الجيش التركي الباسل ينتظر أوامره بالموت أينما ومتى شاء”. هذا التصريح اعتبره نواب المعارضة محاولة لإضفاء صفة “القائد الأعلى” التاريخية على الرئيس أردوغان، وهو ما يثير حساسية سياسية ودستورية بالغة.
قوبل خطاب تشلبي بهتافات مدوية من نواب حزب الشعب الجمهوري، الذين وقفوا في القاعة مرددين شعاراً واحداً: “لا قائد أعلى إلا واحد!”، في إشارة إلى أن صفة القائد الأعلى التاريخية تنحصر في أتاتورك وحده. كما هاجم نواب المعارضة تشلبي بحدة، مذكرين إياه بماضيه في السجن واتهامه بالتحالف مع من وصفوهم بـ”قتلة” المقدم علي تاتار، منتقدين تحوله السياسي الجذري.
بينما صفق نواب حزب العدالة والتنمية لكلمات تشلبي واعتبروها تعبيراً عن الولاء للقيادة الحالية وقوة الدولة، اعتبرها نواب حزب الشعب الجمهوري تجاوزاً للثوابت الدستورية ومكانة أتاتورك التاريخية. وتعكس هذه المشادات الانقسام العميق في الشارع السياسي التركي حول تعريف “القيادة العليا” وكيفية توظيف الملاحم التاريخية في الخطاب السياسي المعاصر، خاصة في ظل التوترات الأمنية والدور المتزايد للجيش في السياسات الإقليمية.


















