أنقرة (زمان التركية)-أكد عبد الله أوجلان، زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل، أن المسؤولية الملقاة على عاتق الجميع اليوم تتمثل في استثمار التراكم التاريخي وتتويجه بالسلام، مشدداً على ضرورة فتح أبواب مرحلة جديدة تقوم على أساس التوافق الديمقراطي.
وفي رسالة بعث بها مؤخراً، صاغ أوجلان رؤيته للمرحلة القادمة، قائلاً: “أريد الحيلولة دون سقوط شاب واحد، ومنع أم أخرى من الحداد على طفلها. إن مهمتنا اليوم هي تتويج الإرث التاريخي بالسلام وفتح آفاق حقبة جديدة على قاعدة التوافق الديمقراطي، فالاحترام الحقيقي يتجسد في منع وقوع خسائر جديدة”.
تأتي هذه التصريحات في سياق حراك سياسي بدأ بمبادرة من زعيم حزب الحركة القومية دولت بهجلي، وتطور عقب رسالة أوجلان التي تلتها مراسم رمزية لإلقاء السلاح من قبل حزب العمال الكردستاني.
وفي أحدث خطوات هذا المسار، قامت لجنة “التضامن الوطني والأخوة والديمقراطية” بزيارة أوجلان في سجنه بتاريخ 24 نوفمبر الماضي، حيث ضمت اللجنة شخصيات سياسية بارزة شملت حسين يايمن من حزب العدالة والتنمية، وجوليستان كليتش كوتشيغيت من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب الكردي، وفيتي يلدز من حزب الحركة القومية.
وعقب الزيارة، تم استعراض ملخص للقاء في البرلمان التركي.
ومن جانبه، علق رئيس البرلمان، نعمان كورتولموش، على هذه الخطوة مؤكداً أن الأهمية تكمن في مشاركة الخطوط العريضة لما دار في اللقاء مع اللجنة، مشدداً على مبدأ الشفافية بقوله: “لم يتم فعل أي شيء بعيداً عن أعين الرأي العام، وهذا اللقاء لن يظل سراً”.
كما دعا كورتولموش المنظمة إلى الاستمرار في خطوات إلقاء السلاح، محذراً من أن المرحلة المقبلة هي “الأكثر خطورة” رغم النجاحات التي تحققت حتى الآن.
وفي تطور لافت، أبدى دولت بهجلي مرونة تجاه النشاطات السياسية للحزب الكردي، معتبراً أنه لا مانع من تنظيم الحزب لمهرجانات خطابية، ومشيراً إلى أنه يلمس خطوات جادة من الحزب نحو التحول إلى “حزب يمثل عموم تركيا”.
كما أوضح بهجلي أن نداء أوجلان الأخير المؤرخ في 27 فبراير 2025 لم يتضمن أي مطالب بالخروج من السجن أو استعادة الحرية الشخصية، بل ركز على المسار العام.



















