دمشق (زمان التركية)ــ اتفقت الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية، بقيادة الأكراد، على خفض التصعيد في مدينة حلب شمال سوريا، بعد موجة هجمات تبادل الطرفان الاتهامات بشأنها، أسفرت عن مقتل مدنيين اثنين على الأقل وإصابة آخرين.
وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، نقلاً عن وزارة الدفاع، أن القيادة العامة للجيش أصدرت مساء الاثنين، أمراً بوقف استهداف مصادر نيران قوات سوريا الديمقراطية. وفي وقت لاحق، أصدرت قوات سوريا الديمقراطية بياناً قالت فيه إنها أصدرت تعليمات بوقف الرد على هجمات قوات النظام السوري عقب اتصالات خفض التصعيد.
وأعلنت وزارة الصحة السورية عن مقتل شخصين وإصابة آخرين بجروح جراء قصف شنته قوات سوريا الديمقراطية على أحياء سكنية في المدينة. وشمل المصابون طفلين واثنين من رجال الدفاع المدني. واندلعت أعمال العنف بعد ساعات من تصريح وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، خلال زيارة لدمشق، بأن قوات سوريا الديمقراطية لا تبدو عازمة على الوفاء بالتزامها بالاندماج في القوات المسلحة للدولة بحلول الموعد النهائي المتفق عليه بنهاية العام.
وتعتبر تركيا قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة والتي تسيطر على مساحات واسعة من شمال شرق سوريا، منظمة إرهابية، وقد حُذرت من عمل عسكري إذا لم تلتزم هذه القوات بالاتفاق.
ومن شأن دمج قوات سوريا الديمقراطية أن يساهم في رأب أعمق شرخ متبقٍ في سوريا، إلا أن عدم القيام بذلك يُنذر بصراع مسلح قد يُعرقل خروج البلاد من 14 عامًا من الحرب، وربما يُجرّ تركيا إلى الصراع، التي هددت بشن هجوم على المقاتلين الأكراد الذين تعتبرهم إرهابيين.
تبادل الطرفان الاتهامات بالمماطلة وسوء النية. وتتردد قوات سوريا الديمقراطية في التخلي عن الحكم الذاتي الذي نالته بصفتها الحليف الرئيسي للولايات المتحدة خلال الحرب، والذي منحها السيطرة على سجون داعش وموارد نفطية وفيرة.
وذكرت وكالة سانا، نقلاً عن وزارة الدفاع، في وقت سابق أن قوات سوريا الديمقراطية شنت هجوماً مفاجئاً على قوات الأمن والجيش في حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، ما أسفر عن إصابات.
ونفت قوات سوريا الديمقراطية ذلك، وقالت إن الهجوم نفذته فصائل تابعة للحكومة السورية، وإن هذه الفصائل استخدمت الدبابات والمدفعية ضد الأحياء السكنية في المدينة.
ونفت وزارة الدفاع تصريحات قوات سوريا الديمقراطية، قائلة إن الجيش كان يرد على نيران القوات الكردية. وقال شاهد عيان في حلب لوكالة رويترز في وقت سابق من يوم الاثنين: “نسمع أصوات المدفعية وقذائف الهاون، وهناك انتشار عسكري كثيف في معظم مناطق حلب”. وقال شاهد عيان آخر إن صوت الضربات كان قوياً جداً، ووصف الوضع بأنه “مرعب”.
وأعلن محافظ حلب يوم الثلاثاء تعليقاً مؤقتاً للحضور في جميع المدارس والجامعات العامة والخاصة، بالإضافة إلى المكاتب الحكومية داخل مركز المدينة.



















