أنقرة (زمان التركية)- لطالما ارتبط مفهوم “الحلم الأمريكي” لدى الشباب، بصورة نمطية لمنزل ريفي تحيط به حديقة مسيجة بسياج أبيض، لكن الواقع الاقتصادي الجديد بات يطرح تساؤلاً مريراً: ماذا لو كان الجيل الشاب لا يملك اليوم حتى ثمن ذلك السياج؟
دراسة اقتصادية حديثة كشفت عن تحول جذري في طموحات جيل الألفية (Y Kuşağı)، حيث بدأ الكثير منهم في التخلي تماماً عن فكرة امتلاك منزل، وسط توقعات الخبراء بأن عدداً قليلاً فقط منهم سيتمكن من تحقيق هذا الجزء الأساسي من الحلم التاريخي.
وفي الورقة البحثية التي نشرها الاقتصادي “سيونغ هيونغ لي” من جامعة نورث وسترن، وزميله “يونغغيون يو” من جامعة شيكاغو، تم تسليط الضوء على معدلات تملك المنازل لدى الأمريكيين من مواليد التسعينيات.
وتناولت الدراسة كيف أثرت التغيرات في السلوك والمواقف تجاه الملكية العقارية على قراراتهم المالية، محذرة من فجوة جيلية آخذة في الاتساع.
وتشير تقديرات الباحثين “لي” و”يو” إلى أن حوالي 74% فقط من مواليد عام 1990 سيتمكنون من امتلاك منازلهم بحلول سن التقاعد.
ورغم أن الرقم قد يبدو مرتفعاً للوهلة الأولى، إلا أنه يمثل تراجعاً بنسبة 9.6% مقارنة بمواليد عام 1950، الذين بلغت نسبة تملكهم للمنازل حوالي 84% عند وصولهم لمرحلة التقاعد.
ويبرز هذا الفارق التحول الكبير في القدرة الشرائية والاستقرار العقاري بين الأجيال.
الدراسة التي ركزت بشكل دقيق على مواليد التسعينيات (الذين يمثلون النصف الثاني من جيل الألفية الذي تتراوح أعمار أفراده حالياً بين 29 و44 عاماً)، كشفت عن إحصائية صادمة؛ حيث وجد الباحثون أن حوالي 15% من سكان الولايات المتحدة قد تخلوا بالفعل عن حلم امتلاك منزل قبل بلوغهم سن الثلاثين.
ويعكس هذا اليأس المبكر ضغوطاً اقتصادية متزايدة تجعل من امتلاك العقار غاية بعيدة المنال لأجيال كانت تطمح لما هو أكثر من مجرد الاستئجار.



















