أنقرة (زمان التركية)- انتقد زعيم حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، تأخر قرار إسقاط الطائرة المسيرة التي اخترقت الأجواء التركية ووصلت إلى حدود العاصمة أنقرة.
وأكد أوزيل زعيم المعارضة التركية أن صلاحية اتخاذ قرار إسقاط أي جسم طائر تقع حصرياً في يد الرئيس رجب طيب أردوغان، مشيراً إلى أن التعليمات لم تصدر منه إلا بعد مرور ساعتين كاملتين من المتابعة.
وأوضح أوزيل في تقييمه للحادثة أن الطائرة المسيرة تم رصدها عبر رادارات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في تركيا، وذلك عندما كانت على بُعد 50 كيلومتراً من اليابسة، لافتاً إلى أن مركز قيادة الناتو في إسبانيا هو من أصدر الأوامر الأولية بإقلاع مقاتلات من طراز “F-16” من قاعدتي قونية وإسكي شهير.
وأضاف أنه بمجرد دخول الطائرة للمجال الجوي التركي، نقلت القيادة في إسبانيا السيطرة الكاملة على العملية إلى مركز القيادة التركي.
ووفقاً للمعلومات التي سردها زعيم المعارضة، استمرت عملية تتبع المسيرة في الأجواء لمدة ساعتين و5 دقائق.
ومع اقتراب نفاد وقود المقاتلات التي كانت تطاردها، أقلعت طائرتان إضافيتان من قاعدة “إنجرليك” لتقوما في نهاية المطاف بإسقاط المسيرة.
وشدد أوزيل على أن القوات الجوية التركية كانت تملك القدرة على إسقاط المسيرة وهي لا تزال فوق البحر، إلا أن غياب القرار السياسي حال دون ذلك.
واختتم أوزيل تصريحاته بتوجيه انتقاد حاد للحكومة، قائلاً: “صلاحية الإسقاط حالياً بيد أردوغان، ولم تصدر الأوامر منه لساعتين؛ وإن كان لديهم رواية أخرى فليعلنوها”.
وأردف بأن التأخير لم يكن ناتجاً عن قصور في كفاءة القوات الجوية، بل بسبب “هوية ومنشأ” الطائرة المسيرة التي حالت دون اتخاذ قرار سريع بإسقاطها فور رصدها.
وأسقطت المقاتلات التركية مسيرة مجهولة الهوية انتهكت المجال الجوي في 15 ديسمبر، ويثير مسار الرحلة الذي اتخذته المسيرة —من فوق البحر الأسود وصولاً إلى عمق الأناضول بين “تشانقري” و”إلما داغ”— تساؤلات تقنية؛ حيث يتساءل الخبراء: لماذا انتظر الدفاع الجوي كل هذه المدة لإسقاط هدف بطيء لا يتجاوز سرعة الصوت؟ وهل تم رصده في الوقت المناسب؟
هذه الشكوك دفعت وزارة الدفاع للتوضيح لأحقا أن التأخير كان لضمان إسقاط الهدف في منطقة غير مأهولة بعيداً عن السكان.
يذكر أنه في وقت لاحق من الشهر الحالي، وقعت حادثة مشابهة، إذ أعلنت وزارة الداخلية رصد طائرة مسيرة من طراز “Orlan-10” روسية الصنع، مخصصة لأغراض الاستطلاع والمراقبة، في ضواحي منطقة “إزميد”.
تشير الدكتورة “زينب شارتبه” إلى أن المسيرات الصغيرة (Micro/Mini) التي تحلق على ارتفاعات منخفضة تشكل تحدياً أكبر من الصواريخ البالستية لصعوبة رصدها رادارياً. وتؤكد أن الحل يكمن في “الدفاع متعدد الطبقات” الذي يجمع بين الحرب الإلكترونية والرادارات المتطورة، مشيرة إلى ضرورة حل “مفارقة التكلفة”؛ أي تجنب استخدام صواريخ باهظة الثمن لإسقاط درونات رخيصة.
وفي مواجهة هذه التهديدات، تعول تركيا على مشروع “القبة الفولاذية” (Çelik Kubbe) الذي تمت الموافقة عليه في أغسطس 2024، ويهدف لدمج أنظمة مثل “إيختار” و”شاهين” و”غوكبيرك” في بنية دفاعية واحدة.



















