أنقرة (زمان التركية) – شهد عام 2025 تحديات اقتصادية قاسية للعملة التركية، حيث سجلت الليرة ثاني أسوأ أداء عالمي مقابل الدولار الأمريكي بنسبة تراجع بلغت 17.5%.
ويأتي هذا الانخفاض الحاد مدفوعاً بمعدلات تضخم مرتفعة وصلت إلى 31.1% حتى شهر نوفمبر، مما جعلها في وضع استثنائي مقارنة بالعديد من عملات الأسواق الناشئة التي نجحت في التعافي أمام الدولار خلال الفترة ذاتها.
تربعت الأرجنتين على قمة القائمة السوداء للعملات، حيث فقد البيزو الأرجنتيني نحو 29% من قيمته، متأثراً بتضخم سنوي بلغ 31.4%.
وفي المقابل، ورغم خسارة مؤشر الدولار العالمي لحوالي 10% من قيمته، إلا أن عملات أخرى شهدت تراجعات متفاوتة كانت أقل حدة من الحالة التركية، حيث انخفضت الروبية السريلانكية بنسبة 5.2%، تلتها العملات الهندية والإندونيسية بنسب لم تتجاوز الـ 5%.
على النقيض تماماً، فجر الروبل الروسي مفاجأة اقتصادية باحتلاله المرتبة الأولى كأفضل العملات أداءً في 2025، محققاً ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 47% مقابل الدولار.
ويرجع المحللون هذا الصعود القوي للعملة الروسية إلى سياسة أسعار الفائدة الحقيقية المرتفعة التي اتبعها البنك المركزي الروسي، تزامناً مع الأجواء الإيجابية للمفاوضات مع الولايات المتحدة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مما عزز الثقة في العملة المحلية.
شهدت القائمة الخضراء تفوقاً ملحوظاً للعملات الأوروبية والمكسيكية؛ حيث سجلت العملة المجرية ارتفاعاً بنسبة 20.9%، تلتها الكورونا التشيكية والزلوتي البولندي. كما حقق البيزو المكسيكي مكاسب بنسبة 16.3%، بينما ارتفع اليوان الصيني، عملة ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بنسبة مستقرة بلغت 4.2%، مما يعكس توازناً نسبياً في تدفقات الاستثمار نحو هذه الأسواق.
في مفارقة اقتصادية لافتة، سجل الشيكل الإسرائيلي ارتفاعاً بنسبة 13.8% مقابل الدولار، ليحتل المرتبة السابعة بين أفضل العملات أداءً. ويأتي هذا الارتفاع رغم الأوضاع الجيوسياسية المضطربة والنزاعات العسكرية المستمرة على عدة جبهات، مما يشير إلى تأثر العملة بعوامل اقتصادية وتقنية بعيدة عن الضغوط الميدانية المباشرة.


















