أنقرة (زمان التركية)- كشف تقرير عن تفاصيل مثيرة حول خلفيات مسلحي تنظيم “داعش” الذين قُتلوا مؤخراً في اشتباك مسلح مع الشرطة التركية في ولاية يالوفا.
وأوضح الكاتب الصحفي في قناة هالق تي في” (Halk TV)، إسماعيل سايماز، أن اثنين من القتلى الستة، وهما “ظفر أوموتلو” و”هاشم سوردا باك”، كانا معروفين لدى الأجهزة الأمنية، وسبق أن مثلا أمام القضاء بتهمة الانتماء لمنظمة إرهابية مسلحة، إلا أنه تم تبرئتهما في وقت سابق.
ووفقاً لتقرير سايماز، فإن المسلحين المذكورين سلكا طريق التطرف من خلال نشاطهما في المكتب التمثيلي لولاية يالوفا التابع لـ “مجلة الأخلاق والسنة”.
وقد أظهرت سجلات التفتيش السابقة في منزل “ظفر أوموتلو” العثور على كتب محظورة تحمل عناوين مثل “الجهاد والشهادة”.
وفي إفاداته السابقة أمام الأمن، برر أوموتلو امتناعه عن الصلاة خلف أئمة رئاسة الشؤون الدينية التركية بأن عقيدتهم “لا تناسبه”، مفضلاً التوجه إلى مقر الجمعية المذكورة لتلقي “الدروس الدينية” والمشاركة في حلقاتها.
وتضمن التقرير مقتطفات من دفاع “أوموتلو” عن آرائه السياسية المتطرفة، حيث صرح علانية بعدم اعترافه بشرعية الدولة ومؤسساتها.
واعتبر أوموتلو أن عدم إدارة الدولة وفق القواعد الإسلامية (من وجهة نظره)، والتمسك بالنظام العلماني، والمشاركة في المراسم الرسمية في “ضريح أتاتورك”، هي أدلة شرعية لديه على “الكفر”.
وامتدت فتاواه التكفيرية لتشمل أفراد الشرطة بسبب قسم الولاء، واصفاً أداء الخدمة العسكرية والتصويت في الانتخابات بأنها أفعال “كفرية”، واصفاً الدولة وحكامها بـ “الطاغوت”.
من جهة أخرى، سلط المقال الضوء على السجل الجنائي لـ “هاشم سوردا باك”، العضو في تنظيم “داعش – ولاية خراسان”.
وبحسب الوثائق، بدأت ملاحقته أمنياً بعد نزاع عائلي عنيف، حيث قام رفقة شقيقه بالاعتداء على أفراد أسرتهما وتهديدهم بالسلاح بحجة أنهم “كفار”.
وذكرت والدتهما “سعادة سوردا باك” في شهادتها أن ابنيها تبنيا فكر التنظيم بشكل هجومي، مهددين بقتل العائلة ما لم ينضموا إليهم بمجرد استيلاء التنظيم على السلطة، محملة “جمعية الأخلاق والسنة” المسؤولية عن غسل أدمغتهم.
ولم تتوقف التهديدات عند الأم، بل شملت الأب “ماشاء الله سوردا باك”، الذي أكد أن أبناءه وصفوا كل من لا ينتمي لداعش بأنه “كافر يستحق قطع رأسه”.
كما تعرض ابنه الآخر “عبد الجبار” للتكفير والتهديد لمجرد أدائه الخدمة العسكرية.
وعلى الرغم من تضمن لائحة الاتهام تصريحات لـ “هاشم سوردا باك” يدعو فيها للجهاد والانضمام لداعش باعتباره “الطريق الوحيد للحق”، إلا أن المفارقة تمثلت في إطلاق سراحه في 18 أبريل 2025، بعد أشهر قليلة من اعتقاله في أكتوبر 2024، قبل أن يلقى حتفه في المواجهة الأخيرة مع الأمن.



















