(زمان التركية)ــ أطلقت تركيا قبل شهر عملية عسكرية في شمال سوريا تحت اسم “غصن الزيتون” ضد وحدات حماية الشعب الكردية وتنظيم داعش في مدينة عفرين، وهي العملية التي اكتسبت زخمًا شديدًا، واهتم بها الإعلام العالمي وأفرد لها مساحات واسعة في تغطياته اليومية.
ومع مرور شهر على العملية العسكرية أعلنت الأركان التركية تحييد 1614 مسلحا كرديا منذ انطلاق غصن الزيتون في 20 يناير/ كانون الثاني.
وفيما يتعلق بالمساحة التي باتت تسيطر عليها قوات “غصن الزيتون” صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أن جيش بلاده بالمشاركة مع عناصر الجيش السوري الحر تمكنوا من “تحرير” ما مساحته 300 كيلومتر مربع من منطقة عفرين، شمال سوريا.
من جهتهم شكك الأكراد في المعلومات التي تتناقلها وسائل الإعلام التركية طوال الشهر الماضي عن العملية، واتهمتهم بتجاهل الأخبار عن الضحايا المدنيين الذين سقطوا في العملية والمظاهرات المناهضة لاستمرارها.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن 90 من الجنود الأتراك وعناصر من الجيش الحر قد لقوا مصرعهم خلال العملية. فيما أوضحت هيئة الأركان التركية اليوم أن 32 جنديًا تركيا قتلوا منذ بدأ العملية.
وأكد أردوغان أن العملية ستنتهي بالنصر قريبا.
ورفعت عملية عفرين النفقات الدفاعية في تركيا بشكل كبير، حيث تشير بيانات موازنة شهر يناير/ كانون الثاني الصادرة عن وزارة المالية التركية إلى أن النفقات الدفاعية بلغت 586 مليون ليرة، بزيادة مقدارها 144 في المئة. وتُعد هذه الزيادة هى الأعلى من بين النفقات في المجالات الأخرى.
من جانب آخر اتهم كل من النظام السوري وقوات حماية الشعب الكردية والمرصد السوري لحقوق الإنسان أنقرة بشن هجوم بالغازات السامة على قرية الشيخ حديد في محيط عفرين.
وقالت وسائل إعلام كردية وسورية، السبت، إن 6 مدنيين عانوا من صعوبات في التنفس عقب ما قالوا إنه هجوم بغاز سام شنته تركيا على بلدة عفرين الخاضعة لسيطرة الأكراد.
إلا أن الحكومة التركية نفت تلك الإدعائات، كما أعلن البيت الأبيض تشكيكه في تلك المزاعم.
كما أن الأكراد لم يقدموا أدلة تثبت هذه الاتهامات بل إن الصور التي تم تداولها تظهر المصابين وهم يرتدون أقنعة الأوكسجين من دون أن تظهر عليهم أعراض التعرض للغاز السام.
وخلال الأيام الماضية حققت فصائل الجيش السوري الحر في الأيام الماضية، تقدمًا واسعًا على محوري جنديرس وراجو، وتمكنوا من وصل ريف إدلب الشمالي من جهة مخيمات أطمة مع المناطق التي سيطروا عليها مؤخرًا غربي عفرين.
ويشارك أكثر من 20 ألف مقاتل من “الجيش الحر” إلى جانب الجيش التركي في معارك عفرين، وفق تقديرات.
ومنذ الأيام الأولي للعملية لوحت تركيا بأنها ستواصل عملياتها ضد من سمتهم الارهابيين في منبج، التي تنتشر فيها قوات أمريكية لتدريب قوات سوريا الديموقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب النواة الأساسية فيها، وهو ما شكل أزمة بين أنقرة وواشنطن التي طالبت الأخيرة بضرورة “ضبط النفس” في سوريا.
إلا أنه بعد زيارة وزير خارجية أمريكا ريكس تيلرسون لتركيا قبل يومان، تم الإعلان عن أن البلدين اتفقا على التحرك بشكل مشترك في سوريا ولديهما رغبة في تجاوز الأزمة الحالية.